إننا لا نستطيع في عصر العولمة إلا أن نكون جزءا من العالم، نشترك معه في أفراحه وأتراحه، وأعياده الرياضية، ولا نستطيع أن نعيش في عالم خاص بنا، كما لا نستطيع أن نفرض شروطنا أو نمط حياتنا عليه، وهذا هو المحور الذي تدور حوله المفاوضات بين رئيس اللجنة الأولمبية الدولية المستر جاك روغ ورعاية الشباب، إذ أن اللجنة تشترط لاشتراكنا في الأولمبياد حضور عنصر نسائي فيه، وتنتظر جوابا سريعا على ذلك من رعاية الشباب التي ليست مستعدة لذلك، فهي قد اقتصرت منذ إنشائها على رعاية الشباب الذكور دون النساء، وليست لديها فرق نسائية أو فتيات رياضيات ترعاهن، وجل ما تستطيع عمله هو ألا تعترض على أي فتيات سعوديات يشاركن في الأولمبياد دون أن تتبناهن، وهناك لحسن الحظ فتيات يعشن خارج المملكة وحتى داخلها ينوين الاشتراك فيه، كما أن هناك فتاة تنوي الاشتراك في حمل الشعلة، وكانت هناك ثلاث دول لا تشترك بفتياتها في الأولمبياد، هي السعودية وقطر وبروناوي، ولكن هاتين الدولتين ستشتركان هذه المرة بفتياتها، إن الأولمبياد مهرجان عالمي وعيد للشباب ذكورا وإناثا، وعدم اشتراكنا فيه يجعلنا نشذ عن العالم، ثم إن الرياضة لم تعد ترفا أو تسلية للوقت، فالجسم السليم في العقل السليم، وقد أثبت الطب أن الرياضة ضرورة لصحة البدن ودورته الدموية، والإنسان خلق لكي يتحرك، وعدم الحركة يؤدي إلى ضمور عضلاته، كما قد يؤدي إلى نتائج كارثية كالجلطات الدموية، وأنا شخصيا جربت ذلك، فقد مرضت مرضا ألزمني فيه النوم على السرير عدة شهور، فضمرت عضلاتي، ورغم مرور عدة شهور على مغادرتي السرير، مع العلاج الطبيعي وهو عبارة عن رياضة، فإنني لا استطيع المشي دون أن اعتمد على أحد، وصدق من قال: "علموا أولادكم - وهذا يشمل البنات - الرماية والسباحة وركوب الخيل".