خلال أقل من يوم وصل عدد الموقعين في بيان الشباب السعودي إلى أكثر من ألف وتسعمائة موقع جلهم من فئة الشباب الذين تعددت مشاربهم من جميع التيارات الفكرية في السعودية، وتصدر هذا البيان عدد من الفتيات مما يوحي أن من عمل على هذه المبادرة هن هؤلاء الفتيات مما يجعل حراك المرأة أكثر جدية في الفترة الأخيرة من الرجل. هذا البيان بكل بساطة ووضوح يعلن رفضه الوصاية من قبل جميع التيارات السعودية، ويؤمن بالحوار، ويرفع شعار الاحترام المتبادل بين الأطراف المتصارعة التي لا مصلحة وطنية في صراعاتها، وثقافة التحريض التي انتشرت بشكل مقيت، كما أنهم يقدمون رؤيتهم من خلال خمسة محاور يمكن اختصارها هنا، وأولها: الحوار وأدب الاختلاف، وثانيها: مواجهة الأفكار بالأفكار، وثالثها: تجاوز المعارك ونبذ التحريض، ورابعها: السعي لبناء مؤسسات المجتمع المدني، وخامسها: السعي لما يوحد أطياف المجتمع. وهذه المحاور تبعث على الأمل في الرؤية الشبابية تجاه واقعهم وتجاوزهم لثلاثة عقود من الصراعات الفكرية بين أطياف المجتمع، والبحث عن ما يوحدها لبناء مجتمع تنموي قادر على احترام الآخر المختلف في ظل وطن واحد جامع. يأتي هذا البيان بعد عدد من البيانات التي ظهرت في الفترة الأخيرة لتعيق الكثير من المشاريع الفكرية والتنموية؛ ليكون هذا البيان ردا حاسما في رفض مثل هذه البيانات التي تتكلم باسمهم وباسم المجتمع، وما كان عدد الموقعين الكبير جدا، وغير المتوقع وبسرعة قياسية لم تشهدها بيانات سابقة، إلا لأن جيلا جديدا بدأ يتشكل، له توجهاته الفكرية التي تؤمن بالجميع دون تفرقة صنعها من سبقهم. طبعا، وهذا متوقع، هناك من هاجم البيان لأنه لا يصب في مصلحة الرؤية «التيارية» المتعصبة التي لا تستطيع أن تضع لها موضع قدم إلا بنفي التيارات الأخرى، وهذا البيان جاء ليكون شوكة في حلوق المتعصبين بعدد موقعيه الهائل، لكن هناك بعض النقد الذي يستحق الوقوف عنده وأعتقد أن الشابات والشباب سوف يستفيدون منه في قادم الأيام.