اطلعت على مقال الأخ الصديق الدكتور محمد القنيبط المنشور في جريدة الاقتصادية يوم السبت 01/05/1433ه الموافق24/3/2012م بعنوان " وزارة التعليم العالي: إنا نعتذر " وفيه تحدث عن قضية جامعتي الملك سعود والملك عبد العزيز وتعاملهما مع ما نشر في مجلة ساينس الأمريكية حول سعي الجامعتين إلى استقطاب علماء عالميين لنشر أبحاث لهما تنسب إلى الجامعتين وتساعدهما في رفع مستوى تصنيفهما بين الجامعات العالمية، واختتم الدكتور القنيبط مقاله باعتذار مؤثر للوطن حين قال: " نعتذر ونقول يؤسفنا ويؤلمنا أنَّ أقْدَم وأكبر جامعة في مملكتنا الغالية تغير الحقائق بهذا الشكل. ونأسف ونعتَذِر لِكُل فَرد على أرض هذه الجزيرة الغالية أنَّ بعض الأكاديميين يستخفون بعقولنا ويستغفلوننا ليُسوِّقوا علينا وعلى العالم هذا التدليس على أنَّه حقيقة ناصعة البياض. وأخيراً وليس آخراً، نعتذر لجميع قُرَّاء الصحف السعودية التي لم توضح لهم الحقائق كما هي وقَوَّلَت مجلة ''ساينس'' ما لم تَقُلْ." وكان بذلك يشير إلى ما نشر على لسان بعض الكتاب وعدد من المسئولين في الجامعتين ومفاده أن المجلة قد تراجعت عما نشر فيها واعتذرت عنه. لقد كنت ومازلت من المعجبين بما أطلق عليه “العهد العثماني” في جامعة الملك سعود حيث شعرت أن معالي الدكتور عبدالله العثمان قد بعث في جامعة الملك سعود روحاً جديدة وحيوية لم نعهدها فيها من قبل، وبالرغم من بعض الفرقعات الإعلامية مثل سيارة الغزال وغيرها التي لا أظن أن الجامعة كانت في حاجة إليها إذا كان لديها من الحراك العلمي والأكاديمي ما يكفي لإعلاء شأنها، وبالرغم من أخطاء هنا أو هناك وهو أمر يمكن التجاوز عنه إذا قابله قدر وافر من الإنجازات، فإنني أشعر أن الجامعة قد أصبحت لها شخصية متميزة عن غيرها من الجامعات، وأن أداءها العلمي والأكاديمي إذا قيس بمعيار كفاءة الخريجين قد أصبح أفضل مما كان عليه، وأن الجامعة قد أطلقت من المبادرات ما لو نجح بعضها لحقق لها وللوطن نتائج مثمرة طالما نادينا بها، وفي مجال التصنيف العالمي فإنني قد لفتّ الانتباه إلى أن هذا الارتفاع الهائل في مستوى التصنيف لعدد من جامعاتنا لا يمكن أن يكون انعكاساً لإلهام نوراني حل على جامعاتنا وأساتذتها وطلابها فجأة وإنما هو دليل على أن هذه الجامعات قد أدركت أسرار لعبة التصنيف وأجادت استغلالها لصالحها، ولا أرى في ذلك بأساً إذا لم يصرف الجامعة عن الاهتمام بمستواها العلمي الحقيقي أو يدفعها إلى مجاهل نسبة ما لا تستحق أن ينسب إليها كما ادعت مجلة ساينس. في الحوار الذي فجرته مجلة ساينس، وبين ادعاء كاتب المقال والردود المهزوزة لوكيلي الجامعتين، مساحة للتفسير والاستنتاج وتصديق طرف أو قبول دفاع الطرف الآخر، ولكن أن ينبري بعض مسئولي الجامعتين أو كتاب الصحف للإشارة إلى ما نشر في المجلة من تعليقات واعتباره اعتذارا أو تراجعاً منها عما ادعته فإن في ذلك ما يستوجب فعلاً اعتذارا كالذي قدمه الدكتور القنيبط.. المجلة لم تعتذر أو تتراجع، وإذا اضطرت الجامعتان إلى الترويج لذلك دون وجه حق فإنهما يعززان الانطباع بأن مفهوم " الفهلوة " هو الذي يسود هذا الحوار وأخشى أن يؤدي ذلك إلى أن يظن البعض أن المفهوم ذاته هو الذي سيطر على مسألة التعامل مع التصنيف بما فيها قضية استقطاب العلماء الدوليين واستكتابهم باسم الجامعتين!