وسائل الإعلام المختلفة مع أهمية دورها في النشر والإعلام والنقد ليست مبرأة من النقص ولا معصومة من الأخطاء بل إن إيقاع العمل اليومي السريع والركض خلف الأخبار يجعلها أكثر عرضة للوقوع في أخطاء تتمثل في سوء التقدير أو عدم الدقة أو شخصانية بعض المتعاملين معها أو ضعف أدواتهم ولذلك تتمايز وسائل الإعلام في سعيها نحو السبق والتفرد في الانتشار بموضوعاتها المتميزة ومحرريها المهنيين وقدرتها على التدقيق في الأخبار والمعلومات والتحقق من صدقيتها وحرص الوسيلة على موثوقيتها أمام مهنيتها أولاً ثم أمام قرائها وأخيراً أمام الأطراف المختلفة التي تتعامل معها، والوسيلة الإعلامية التي تكون أمينة مع أخلاقياتها ومهنيتها تسعى في إطار المصداقية إلى تصحيح الأخطاء التي تقع فيها من هذا المنطلق ومحاسبة المخطئ، والمهنية قبل نظام المطبوعات تلزمها بالتوضيح والاعتذار والتصحيح، كما أن وجود مرجعية للتقاضي ترشد هذه المسيرة حتى لو أدى إلى إغلاق المطبوعة كما فعل «روبرت مردوخ» مؤخراً مع صحيفة «نيوز أوف ذا ورلد». وكما تتفاوت الوسائل الإعلامية في ذلك تتفاوت أيضاً الجهات المختلفة الحكومية منها والخاصة في التعامل مع هذه الوسائل فبعضها يتعامل معها بوعي ورقي وحصافة مثل اللواء منصور التركي والدكتور خالد مرغلاني والدكتور محمد الحيزان وغيرهم كثير ومنهم من يرى أن الوسيلة ترتكب مصيبة إن لم تنشر أخبار الاحتفاء والإشادة والعلاقات العامة فإذا انتقدت فالمصيبة أعظم وإذا أخطأت أصبحت كارثة وذلك من منطلق أنه هو المسؤول الكبير أما الصحفي فمجرد أداة تلميع والذي لا يلمع لابد له أن يتلمع (بالمعنى الشعبي) وبهذا التصور يتصل المسؤول على الإعلامي عند بث حديث يراه غير صحيح بأسلوب غير ودود ويأمر وينهى ويهدد بنشر اعتذار وإلا سيفعل كذا وكذا مع أن الطيب أحسن، من حق صاحب الحق أن يطالب بحقه من أي طرف كان ومن العدل أيضاً أن يحاسب المخطئ ولكن ما هكذا تورد يا سعد الإبل.