خالد السليمان - عكاظ السعودية صدم كثيرون من إساءة أحد المغردين في «تويتر» للرسول صلى الله عليه وسلم، رغم أن للإساءة والتطاول تاريخا طويلا بدأ مع ولادة منتديات ومدونات الإنترنت، بل إن ما صدر عن هذا المغرد ليس إلا قطرة في بحر الإساءات التي تجاوزت الرسول إلى الذات الإلهية نفسها! راقبنا خفافيش الانترنت من الارهابيين والتكفيريين، وغفلنا عن خفافيش الانترنت من الإلحاديين والكفريين، فظهرت خفافيش لا تقل سوادا ولؤما لعبت أدوار الشيطان في تقمص الذات الإلهية والشخصية النبوية في مسرحية عبثية ظنها الصغار لعبة تبعث في نفوسهم المرح بينما هي تملأ الفراغ الايماني بالعدم! إن المجتمع الذي غفل عن صغاره الذين اقتنصتهم شياطين التكفير هو نفسه المسؤول عن صغاره الذين اقتنصتهم شياطين الكفر والإلحاد لتجنيدهم في حرب لا تقل خطرا عن حرب التكفير، وإذا كان المجتمع قد نجح في فك أسر بعض أبنائه من سجون الظلام التكفيرية فإن عليه الآن استعادة عقول فلذات أكباده من غياهب الظلام الشيطاني! ولكي ينجح المجتمع في ذلك فإن عليه أن يجفف مستنقعات مثل هذا الفكر المنحرف ويبدي حزما في محاسبة من يغذي هذه المستنقعات بالمياه الآسنة، فحرية التعبير في الانترنت أو غيره لا تعني المجاهرة بالمس بالإيمان بالله ورسوله، فالمسألة لم تعد مرتبطة بمعركة أيدلوجية عبثية يقودها بعض الصغار سنا أو فكرا دون حساب للعواقب بل بأنفس ما نملكه ونعيش به ونموت لأجله!