* أهلا بكم في ""مقتطفات الجمعة"" رقم 426. *** * حافزُ الجمعة: إن الله وصف نفسه بالتواب، والتواب من يقبل التوبةَ مرات، ووصف التائبون في الحقيقة الوصفية الإسلامية بأنهم عباد مختارون، ورسوله الكريم منعنا من قراءة النوايا، فمن يفتش قلوب الناس إلا خالقها؟ سيدُنا وحبيبُنا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي نغضب ونقدم الأرواحَ من أجله، هو الذي علّمنا معنى الأخذ بالظاهر، لأننا من المستحيل أن نعرف الكامن. وإني يا نبيي وحبيبي، أغضب من أجلك، وأنصاع لشرعك. *** * شخصية الأسبوع: فتاتان، هما ""لبنى عبد العزيز الخالدي"" من الأحساء، و""أروى الطويرقي"" من الرياض، لبنى فتاة تقدمت لجائزة الأمير محمد بن فهد للقيادات الشابات ولم تتهيأ لها الفرص لتفوز. هل جلستْ تندبُ حظَّها؟ لا! بادرت بالاتصال بالسيدة ""فادية عبد الله الراشد"" رئيسة لجنة سيدات الأعمال بغرفة الأحساء التجارية بمبادرة جديدة هي ""سفيرة الأعمال القيادية""، والجميل بالفكرة أن العملَ يبدأ للقياديات الفائزات وكل المرشحات حتى اللاتي لم يفزن بعد بالجائزة ولا ينتهي بها. نخبة من رجال الأعمال الأحسائيين بدعوة كريمة طلبوا مني المشاركة في اللجنة المشرفة الرجالية.. وفخرت. وأروى أسميها بالفتاة النحلة، هذه الفتاة لا تخرج إلا رحيقا تطوعيا لنفع أفراد المجتمع وأصفها بالنحلة لأن النحلة تستهلك طاقتها الحيوية في إنتاج العسل وهذا ما فعلته أروى في حملة ""أسعدني"" التي خرجت كنجمة ساطعة للأعمال التطوعية لطلبة جامعة الملك سعود.. تم دعوتي، وفخرت أيضا.. جدا! *** * أعجبني أن ""ميشيل أوباما"" زوجة الرئيس الأمريكي أوباما تتابعني على ال ""تويتر""، وخفتُ من أن أوباما سيظن أن لي علاقة مع زوجته، وربما أسرّتْ بإذنه وكالةُ المخابرات الأمريكية بأني أكرّس علاقةً مع زوجته انتقاما لموقفه الهزيل من قضايا العرب من سورية لفلسطين إلى مصر. وعجبتُ أنها كتبتْ تعريفاً عن نفسها الآتي: ""هذا الحسابُ غير رسمي أنشأته لأتعلم اللغة العربية، وأتعرف على العالم العربي حسب نصيحة أبو عيالي"". طبعا من ألقى عليك التحية فرد السلام واجب، تابعتها بدوري وكان ترتيبي بين متابعيها رقم.. خمسة؟! وعرفت أن الحساب منتَحَل فتبخرت علاقتي بسرعة بسيدة أمريكا الأولى.. حتى الآن! *** * تسأل ""عاتكة الردين"" عما قرأَتْه بأن الصوفية لا يؤمنون بجنس الرجل، وأنهم يقدسون جنس المرأة؟ وأقول لعاتكة، ليس صحيحا أن الصوفية تقدس جنس المرأة، ولكن خرجت المرأة من مدار الجنس في الفكر الصوفي لتنطلق بمداراتٍ أرحب. ويتضح ذلك بسطوع في فكر ""ابن عربي"" الذي تعددت نصوصٌ بكتبه تؤكد على إنسانية المرأة وليس على أنوثتها، كقوله: ""الإنسانية تجمع الذكر والأنثى"". وفي جغرافية الكون الصوفي تحتل المرأة أعلى المراتب فما من منزلٍ ينزله وليّ إلا وتنزله. وبعض أهل التصوف يؤمنون بأن التصوف ذاته هو تأنيث عُلوي، وابن عربي من قصيدةٍ بفتوحاته المكية يقول: ""إنّا إناثٌ لما فينا يولِّدُهُ** فالحمد للهِ ما في الكون من رجُلِ"" (!!) *** * ""ابن عربي"" بالذات يؤكد أن المرأة تصل إلى مرتبة القطبية وهي بتفسيره الخلافة الكونية، فتصبح صاحبة العلم المتصرفة بالأكوان بالإذن الإلهي. ويشهد ""ابن عربي"" بأن الملائكة المخلوقة من أنفاس النساء هم أقوى الملائكة! *** * ما رأي الرجال بما يقوله ابن عربي هنا: ""إن الرجالَ الذين (العرف) عيَّنهم هم الإناثٌ وهم نفسي وهم أملي""؟! *** * وصلتني رسالة من البريد الإلكتروني [email protected] من يافع سوري اسمه بهاء في الرابعة عشرة من عمره يقول إنه من مهجّري سورية بالصقيع التركي. رددتُ عليه ولم يجب، وتعود رسائلي لبريدي، بحثت عنه وكأن رسالته رصاصة مرت عبر رأسي ومضت، وأوجعت. تكلم برسالته قليلا وأرفق قصيدةً أظن أنه كاتبها وإن لم يشرْ لذلك صراحة.. قرأتها مرارا، وسأستمر بقراءتها مرارا: من خيمتي السوداءِ من حزنٍ يسطِّرُ غربتي من قلبيَ المطعونِ تغلي فيه أحقادي.. تجلجلُ ثورتي أنا سائرٌ في دربيَ المنشود أطلبُ عودتي أنا سائرٌ للغدرِ أطبقُ رأسَهُ في قبضتي لأدوسه كالفأرِ، كالصرصارِ أسحقهُ بنعلِ إرادتي فإذا سقطتُ على الطريقِ وفي سبيل كرامتي لا تجزعي يا أمّاه .. وليسلك طريقي إخوتي! *** * والمهم: بهاء، فديتُك، أين أنت؟ في أمان الله