كُلما طالعت فتاوى مفتي البلاد العام سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أجد العلم الغزير؛ المسلح بالخبرة والدراية والفهم الواسع المبارك لشريعة الإسلام والأمل في إسلام وسطي مستنير متطلع إلى القيم الأساسية التي نبع منها الإسلام في جزيرة العرب نحو قارات العالم القديم والجديد، ولكن هل يكفي هذا؟ الحقيقة أنني فكرت في الطريقة التي يمكن من خلالها نقل هذا العلم النافع الرائع؛ الذي نجده في كل مرة يظهر فيها سماحته على التلفاز أو المذياع إلى أجيال المستقبل لخير البلاد والعباد، ووجدت أن مقترح تشكيل أكاديمية للمفتين جدير بالدراسة، بحيث يتم من خلالها استقطاب النوابغ والمجتهدين من خريجي كليات الشريعة والفقه وأصول الدين والحقوق، ويتم الإشراف عليها من قبل سماحة المفتي نفسه لنقل آداب الإفتاء وعلومه ومفاهيمه وأساليبه، في الأكاديمية يدرس الطلاب تاريخ الإفتاء عبر العصور ثم بعد تزودهم بتخصصية عن الإفتاء وبعد إنهاء المتطلبات الدراسية التي يقوم عليها سماحة المفتي بمعية الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء وأعضاء اللجنة الدائمة الموقرة يحصل الخريج على رخصة تخوله الإفتاء، وبهذا نحل أزمة الفتاوى الطائشة والشاذة التي نسمع بها بين الفينة والأخرى، ونعزز الأمر الملكي الكريم بحصر الفتوى في أهل العلم الشرعي الحقيقي. الناس في المملكة العربية السعودية، والمسلمون في بلاد الله المعمورة بالإيمان يحتاجون إلى مشروع كهذا من بلادنا، وهي بلاد الحرمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة وموئل السلف الصالح، فأملي أن يؤخذ هذا الاقتراح بعين الاعتبار.