أذكر رسالة بريد إلكتروني انتشرت بشكل واسع تحوي صور موظفين يعملون في مجالات مختلفة فواحد منهم عمله تكتنفه مخاطرة كبيرة فهو يعمل على غسل نوافذ ناطحة من ناطحات السحاب وآخر يعمل في قاعة تضم عشرات بل مئات المكاتب المتقاربة جداً تشعرك رؤية الصورة بحجم الضوضاء وضيق مساحة العمل وثالث يعمل على تنظيف مخلفات الفيلة وهي وظيفة يشمئز منها الكثير وغيرها من الصور في رسالة تريد أن توصل لك بأن عملك مهما كان سيئاً وكنت غير راض عنه فإنه لن يكون بأسوأ من هذه الأعمال، هذه الرسالة البريدية اختفت من صندوق بريدي لقدمها وإن كنت أود استرجاعها لأضيف لها موظفا جديدا، صورة معبرة لشخص يعمل في هيئة مكافحة الفساد، وأعتقد بأن هذه الصورة الأخيرة ستكون من أكثر الصور إثارة للشفقة ومن أكثر الصور التي ستجعل من يراها يشكر الله ليل نهار أنه لم يكن موظفاً في جهة لا تعمل شيئاً وبيدها أن تعمل الكثير، جهة توفرت لها كل سبل الدعم ومقومات القيام بواجبات تاريخية ومحورية في مسيرة الوطن ومع ذلك لا تزال تراوح في مكانها وتكرر أعمال قامت بها جهات غيرها. أظن أن الهيئة ليست بحاجة إلى رقم هاتف بل هي بحاجة إلى جلب مجموعة من أطباء العيون للكشف عن أبصار موظفيها ومجموعة أخرى من أطباء الأذن للتأكد من أسماع موظفيها عسى أن يروا شبح فساد أو يسمعوا دبيبه آخر ما أعلنت عنه الهيئة ويدل على تحركات حساسة وعمل دؤوب توفيرها لرقم هاتف للاستفسار عن طرق التبليغ عن الفساد!! هذا الإعلان جاء بعد الإعلانات (التوعوية) المتكررة للهيئة بالأبيض والأسود فزادني إحباط بعضه فوق بعض، فالهيئة العاجزة عن كشف حالة فساد واحدة (عليها القيمة)، تعلن عن رقم تبليغ يرسل رسالة ضمنية لكل من يقرأه بأن الهيئة حتى الآن لم تر فساداً ولا مفسدين وتنتظر من المواطنين الاتصال بها لمعرفة كيف يبلغون عن هؤلاء المفسدين إن رأوهم؟! وأظن بأن الهيئة ليست بحاجة إلى رقم هاتف بل هي بحاجة إلى جلب مجموعة من أطباء العيون للكشف عن أبصار موظفيها ومجموعة أخرى من أطباء الأذن للتأكد من أسماع موظفيها عسى أن يروا شبح فساد أو يسمعوا دبيبه. أجزم أن الهيئة لو عملت بجد واجتهاد لوجدت كنزاً كبيراً من ملفات الفساد والتي يحتاج فتحها لجيش من العاملين قد يكون قادراً على استيعاب كل العاطلين عن العمل. أنا أخشى من اليوم الذي ستأتي به الهيئة لتحذو حذو وزارة التجارة بوضع إعلان نصف صفحة بجريدة محلية للتشهير بأسيوي زاد ريالات معدودة على قيمة ما يبيعه! وأقول إن كنت يا هيئة فاعلة فالأفضل أن يوضع الإعلان بلغة من شهر به حتى يكون رادعا لبني جنسه أما نحن فما منا فاسدون. أصلاً أنتو شايفين فاسدين؟