هاتفني زميل دراسة في السنوات الأولى من حياتنا، ممن أصبحوا بعيداً عن الأضواء ولذلك أكد على أن لا أبوح باسمه لأنه كما قال : «لا يريد شهرة كما لا يريد أن ينكأ جراحاً، أنه وجد أخطاء في كتاب الأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي الذي صدر بعنوان «قبل النسيان» حيث ذكر بأن الأخ صالح فاضل كان من زملائه في المدرسة الرحمانية، بينما كان أخونا اللواء المتقاعد صالح فاضل زميلا لي ولك بالمدرسة العزيزية هذه واحدة، أما الثانية فهي قوله: أن كلا من الدكتور محمد عبده يماني، والشيخ أبي تراب الظاهري رحمهما الله، كانا من رواد المقعد في حين أنهما لم تطأ أقدامهما هذا المجلس ومثلهما الأستاذ عبد الله الداري والأستاذ أحمد العامودي، كما ذكر بأن الأستاذ محمد عبدالله مليباري كان مدير إدارة البريد بمكة المكرمة وكلنا يعرف أن مدير البريد يومذاك هو الشيخ حسن قاضي رحمه الله، وأن المليباري والداري كانا من موظفي البريد». وأنا أقول للزميل الكريم جل من لا يخطئ، كما وأن للسن حكمه. لكن هناك ما هو أفظع من الخطأ وهو الخطيئة التي ارتكبها الشيخ عائض القرني وأدانته عليها وزارة الثقافة والإعلام بما حكمت به لجنة حقوق المؤلف في الوزارة حين أصدرت حكماً بإلزام الشيخ بدفع غرامة (30) ألف ريال (حق عام) و 300 ألف ريال للكاتبة سلوى العضيدان صاحبة كتاب «هكذا هزمت اليأس»، كما تضمن الحكم سحب كتاب الشيخ القرني «لا تيأس» من الأسواق ومنعه من التداول، ووضعه بشكل رسمي على قائمة المنع حتى لا يدخل إلى أسواق المملكة وفق ما ذكرت «عكاظ» بعدد يوم الثلاثاء غرة ربيع الأول، وكان ذلك بسبب أن الشيخ القرني سطا على 90 % من كتاب العضيدان. والغريب في الأمر أن المعجبين بالشيخ القرني الذين انهالوا بالهجوم اللاذع والتهم الباطلة على الأستاذة العضيدان رغم اعتذار الشيخ القرني صراحة بنص تعبيره كما جاء بالعدد السالف ذكره من عكاظ : «وعفا الله عني إن اجتهدت فأخطأت». كما أن كتاب الأستاذة سلوى العضيدان والذي سطا الشيخ القرني على 90 % منه قد صدر عام 2007م بينما صدر كتاب الشيخ عائض بعده بسنوات وبذا ثبتت التهمة عليه!! والواقع أن هذه الخطيئة التي ارتكبها الشيخ القرني وثبتت عليه بحكم وزارة الثقافة والإعلام تجعلنا نعيد النظر في كثير مما صدر له ولأمثاله من الذين يحرصون على إصدار أكبر كمية من المؤلفات.