أحسن صنعا الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ حين منع المتعاونين مع الهيئة من أداء أعمالها مكتفيا بعناصر الجهاز للقيام بذلك الدور بعد أن تجاوز البعض في نصحه إلى أذية المواطنين والتضييق عليهم متذرعا بالمساعدة في أعمال الحسبة. والسؤال هنا هل يلتزم أولئك المتعاونون بما ورد في تعميم الرئيس ويتركون المجال لمن يفترض أنهم سيلتزمون الرفق واللين في أداء مهامهم حسب ما وجهه به الرئيس بعيدا عن التعنيف وإلصاق التهم بالناس مقدمين سوء الظن على حسنه؟. الكثير منا يشكك في حصول ذلك لأن البعض من المتعاونين جبل على المراقبة والترصد وإن منع من ممارستها علنا فهناك السر المعتمد فيه على البلاغات المجهولة المصدر والتي لن يهدأ هاتف الهيئة من تلقيها بين لحظة وأخرى، وهم بدورهم (عناصر الهيئة) لن يغفلوا البلاغ بل الاستنفار حاضر وسريع وهنا سيبقى الوضع على حاله. فإن كان هناك من جديه في تنظيم أعمالهم وتحجيم المتطفلين فلابد من وضع ضوابط صارمة حتى في تلقي البلاغات والتعامل معها بحيث تقل حالات المداهمة للبعض وهم في وضع طبيعي جدا لكن لأن البلاغ أورد أن في الأمر شبهه فلابد من إثباتها حتى ولو بالإكراه وهذا ما يبرر الإصرار على أن يثبت المواطن على سبيل المثال أن مرافقته أخته أو أمه أو زوجته وإلا سجل جرمه خلوة غير شرعية. وفي أحيان كثيرة قد تتطور الأمور بين الطرفين إلى عراك دام يخرج أحدهم منه بإصابة أو عاهة أو حتى موت قياسا على تلك المطاردات التي انتهت إلى حوادث مريعة والسبب الرئيسي فيها كان الشك والاشتباه لا أكثر. وعلى خلاف وجود المتعاونين فهناك متعاونات أيضا نجدهن بكثرة أينما تواجدت النساء وهمهن الوحيد هو مراقبة هذه وتلك وكيف وقفت ومشت وارتدت عباءتها لينطلقن في الغد محذرات من الاقتراب أو التعاون مع فلانة أو التعاطي مع فكر فلانة فهذه تشجع على السفور والأخرى تروج لمنهج أعدائنا خلف الحدود. هذه صور مبسطة لما كان عليه الوضع في الفترة السابقة دون أن نغفل أن لرجال الهيئة مواقف إيجابية لكن أعتقد أن الفرصة سانحة الآن لإزالة تلك الرواسب بين الهيئة والمواطنين وذلك بتغيير النهج في التعامل ومحاولة كسب الثقة وإشعار الجميع أن الهدف هو الحماية لا الترويع وتشويه السمعة.. وكم سيكون الأمر جميلا لو أتحنا للفرد فرصة أن يمارس تصرفاته انطلاقا من مبادئه وتربيته الدينية دون أن نملي عليه سلوكيات معينة ونطلب منه تحت الإكراه أن يتمثلها وهنا سيحدث الصدام والرفض القطعي لما أكره عليه، بل البعض يتمرد اعتباطا ويظهر تحديه في تصرفات تتجاوز القيم جميعها كما فعل بعض الشباب التي التقطتهم كاميرا الهيئة مؤخرا وكأنهم بذلك التصرف يؤكدون أن الغلظة في النصيحة لا تأتي إلا بالفعل الأسوأ.