**الاعتداء الذي حدث في القطيف نهاية الأسبوع الماضي على دوريتين للأمن أثناء قيامهما بمهامهما المعتادة في شارع أحد، أو في أي شارع من شوارع المملكة هو جريمة كاملة تستهدف من يعيشون في هذه الأرض قبل أن تستهدف الدورية ومن فيها من رجال الأمن الذين يقومون بعملهم. **ولان هذا الحدث تكرر في أقل من شهر، تارة بإطلاق الرصاص وتارة برمي زجاجات المولوتوف مع «اللطمة» على دوريات الأمن، فقد أصبح الأمر مقلقا ليضعنا أمام بعض الدول الحاقدة وإعلامها في وضع الشامتين على قوة الولاء لهذا الوطن. **أرجو ألا نبرر ذلك بسلوك فئة معينة، أو طائفة معينة، أو مطالب معينة، هو جريمة كاملة تعاقب عليها جميع الأديان والدساتير، حيث إن الأمن خط لا يمكن لأحد تجاوزه أو الاعتداء عليه. كما أرجو ألا يربط بطائفة معينة فأهل القطيف شرفاء لا يختلفون بقوة انتمائهم لهذا الوطن غيرهم من المواطنين. **ومنذ بداية حركة القاعدة وترويعها لأمن المملكة، خرجت قوائم عديدة للإرهابيين لم تفرق فيها بين طائفة وأخرى، أو فئة وأخرى عدا ان الوطن وأمنه ومقوماته، مكتسبات لمن يعيش فيه لا يمكن المساس بها أو العبث بها. لم نجد لكاتب سعودي أو مفكر أو صاحب رأي في أي وسيلة إعلامية إدانة لما حدث في القطيف نهاية الأسبوع الماضي إلا من رحم ربي. **وأمس ومن واشنطن قال الشيخ الدكتور محمد العيسى وزير العدل : « إن الجريمة الإرهابية في السعودية في انحسار بفضل التوعية والملاحظة الأمنية»، انتهى كلام الوزير، ولم أجد لكاتب سعودي أو مفكر أو صاحب رأي في أي وسيلة إعلامية إدانة لما حدث في القطيف نهاية الأسبوع الماضي، إلا من رحم ربي. **وفي إرهاب القاعدة فتحنا الملفات لمحاربة الفكر الضال وللإرهاب بأساليب عديدة وجديدة من توعية ومن مناصحة ومن صحافة وتلفزيون ، لان الألم كان كبير، فهل تعرفون كيف لأم ان تتعطل عن إحضار حليب لرضيعها، أو ان يتعطل ابن عن إحضار دواء لأبيه المريض، أو ان يتعطل طالب أو موظف أو تاجر في القطيف أو غيرها من مدن المملكة عن الوصول الى مقارهم، أو ان يسكن الخوف قلوب الأطفال بفعل إرهابيين يعتدون على دورية أمن ويروعون أبناء الوطن المخلصين. **نسكت ولا ندين، نسكت ولا نستنكر، نسكت ولا نفرق، نثرثر في وسائط الإعلام عن قضايا اجتماعية كثيرة أغلبها مكرر، ونستكبر على أنفسنا قضية أمن ووطن، نختبىء وراء الخوف من التصنيفات، نعم نختلف في الرأي، لكن نتفق على الولاء للوطن. **أخيرا .. هناك من يشكك في وجود إرهابيين مثل هؤلاء ويربطها بمطالب، تلك المطالب لا تأتي بالعادة عن طريق رمي زجاجات المولوتوف أو حرق إطارات كما يحدث بدولة خليجية مجاورة ويسمونها ربيعا، بل هو شتاء مثل أيلول ورقه أصفر.