نحن كلنا مسلمون نميز المعروف من المنكر، مشمولون بأمر القيام بهذه الشعيرة، نعرف الحسبة ونعرف مناشطها ولا نجهلها، ونحن كلنا مسلمون نفرق بين الشعيرة والجهاز، فنقْدنا للجهاز ليس نقدا للشعيرة. معالي الرئيس: إن المسألة لا تتعلق بأخطاء أفراد ميدانيين لا يقاس عليها، ولا بأفكار مسؤول يذهب ومسؤول يأتي، بل تتعلق بنظام الجهاز وبرؤيته للعمل وبتعريفه للمنكر كما تتعلق بموضع الجهاز في منظومة الأجهزة الحكومية، لأنه يقدم صورة عن الدين. قال أحد رؤساء الهيئة السابقين: "إن جهاز الهيئة جهاز أمني وله دوريات سرية"، ولعمري إن هذا مما جعل فارقا شاسعا بين فهمنا لمفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين فهم جهاز الهيئة. من أسباب المشاكل المستمرة بين الناس والهيئة هو ممارسة الإنكار فيما هو مختلف فيه، والتعريفات القاسية لمعانٍ طبيعية كالسفور والاختلاط والستر، وإننا نطمح إلى أن تشهد الفترة القادمة تعريفات لا تقبل اللبس ولا تقبل الاجتهاد من أحد. لم ولن يقبل أحد تبرير "خطأ فردي" حين يتعلق الأمر بالشرف والمطاردات وإزهاق أرواح المواطنين، مما يزيد الاحتقان ولا يخدم إلا سوء الظن. لا نرجو منكم سوى أن تعملوا بما تعلمونه حقا، وأن تكون بينكم والعاملين معكم مسافة واسعة تمكنكم من الرؤية الواضحة واتخاذ القرار الصحيح دون تردد. أعانكم الله.. والسلام عليكم ورحمة الله.