محمد الرشيدي - الرياض السعودية على مدى الايام الماضية كان الحضور السعودي في البرامج الحوارية كثيفا، ليكون عام 2012م مع بدايته عام الحوارات السعودية، المرأة والحديث عنها كان المحور الرئيسي تقريبا لهذه البرامج، الغوغائية كانت حاضرة، التكرار في حضور الضيوف كان حاضرا، تقسيم المجتمع السعودي الى قسمين كان حاضرا، الضيف (بتاع كلو) كان حاضرا، المتابعة الدقيقة لهذه التفاصيل عبر (تويتر) كانت حاضرة، اذاً ماذا بقي من جوانب سعودية أخرى..! على مستوى المرأة السعودية تابعت ثلاثة لقاءات متقاربة مع سعوديات وعبر قنوات مختلفة، ال BBC العربية، والحرة، وال MBC، على مستوى الحرة كان الحديث اقتصاديا وأهمية دور المرأة في العملية الاقتصادية، لاحظت تكرارا مميتا في السعوديات نجمات الفضائيات، وفي ال BBC كان الحضور افضل نوعا ما، وفي ال MBC وتحديدا في كلام نواعم كان الحديث عن قيادة المرأة للسيارة ولكن اعجبني انه عندما تتابع لغة وتفاصيل الحوار تعتقد ان مقدمات البرنامج والضيفتين نسَينَ انهن امام المشاهدين وفي برنامج تلفزيوني وغلبت على تفاصيل الحلقة تفاصيل السوالف النسائية البحتة البعيدة عن المعلومة والاقناع، فالحماس لقيادة السيارة كان طاغيا، ولاحظت ان احدى ضيفات الحلقة تذكرني بشخصية ام خماس الشهيرة، وهنا نحن امام تكرار في المواضيع وتكرار في ضيفات البرامج. وهذا الامر لا يتوقف عند النساء بل ايضا الرجال، ففي برنامج على احدى القنوات كان يستعد للحديث عن موضوع محدد ومعين وقبل العرض تم تأجيل هذا الموضوع وعندما ظهر البرنامج تعجبت ان الشيخ النجيمي في البرنامج كان مستعدا لاي موضوع للحديث عنه، حتى لو تغير الموضوع قبل دقائق. المشكلة الكبرى من وجهة نظري ليست في تكرار الضيوف او حتى تكرار المواضيع، ولكن في محاولة البعض تكريس تقسيم المجتمع السعودي الى فئتين، وهنا تكمن المشكلة والفتنة الكبرى، فكما يحاول البعض زج الخلافات بين المسيحيين والمسلمين في مصر، والطائفية في العراق ولبنان في الحوارات التلفزيونية، نجد هناك من يحاول الاصطياد بالماء العكر لدينا في هذا الجانب. فاصبح الاتجاه المعاكس حاضرا وبقوة لدينا بلغة بعض الفضائيات، فتجد الضيف الملتحي وعكسه من الطرف الآخر، وتجد الانسياق غير المقنن من المتحمسين من المتصلين والذين اعتادوا على قذف الناس والهمز واللمز بهم بصورة لا تمت لاخلاقيات ديننا بصورة مطلقة، ووجدت البعض يكرس الحوار بهذه الصورة دون مراعاة سوى لتحقيق مصالح شخصية للاسف على حساب مواضيع وقضايا هامة وحساسة حتى على مستوى الوطنية. الحوارات البرامجية على الفضائيات التي تابعناها مؤخرا مؤشراتها من وجهة نظري غير صحية، وتكرس حالة من الغليان واثارة امور ليس من المستحسن نبشها مطلقا، فالحرية الاعلامية التي استغلها البعض فيها من الضرر الكثير، خصوصا انها ليست على ثوابت علمية، فتحزن ان يظهر احدهم ليشكك بالاخرين ومستنداته الضعيفة قال فلان في تويتر وقال علان في تويتر وقال خرفان في تويتر، ومحاولة أخذ الاقوال التي تناسب اهواء ضيفنا، كما حدث عندما زجّ وبصورة غير حضارية بالزميلة الاعلامية حليمة مظفر ولولا متابعتها ودخولها في الوقت المناسب في مداخلة تلفزيونية مع من حاول الحديث بلسانها، لاصبحت حسب اهواء من حاول الاستناد على تفسير كلماتها بتويتر حسب اهوائه ومفهومه!