هكذا "اللعب".. وإلا فلا أقام الدنيا.. ولم يقعدها.. أقام الدنيا.. ولم يقعدها.. لأنه يعزف فنه بإبداعٍ يُطرب، وإتقانٍ يُبهر، وإيقاعٍ يسحر.. لا يحصد الجوائز.. بل تحصده الجوائز لتفخر.. لا يتحدث ولا تراه في حوارٍ إلا نادراً.. لكنه لا يغيب عن "مسرحٍ" يجيد الرقص على خشبته باقتدار.. لا يغضب ولا يُغضب.. لا يضرب ويُضرب.. يُسقِط ولا يَسقُط.. تفرح حين يقلده "الأطفال" ويتشبهه "المراهقون"، لأن أخلاقه مدرسة.. فازت به للمرة الثالثة على التوالي جائزة أحسن لاعب في العالم، ونال الجائزة في حفل الفيفا السنوي أول من أمس، مفتخراً بأن بلاده "الأرجنتين" تحبه. "ليونيل ميسي" لا يُعلم اللاعبين الفن الكروي فقط، بل يعلمهم أيضاً فن الأخلاق الرياضية التي تئن من تعدي الرياضيين، خاصة لدينا، حتى أضحت الملاعب موطن مشاجرات واعتداءات ودعاوى قضائية..! وفي ذات الحفل.. خرج مدرب المنتخب الياباني للسيدات "نوريو ساساكي" ليتحدث بلغته "اليابانية" بفخرٍ واعتزاز في حفلٍ سادت عليه "الإنجليزية"، وتسلم جائزة أحسن مدرب للسيدات، مفتخراً بانتمائه لبلاده وتاريخه. وبذات الفخر والاعتزاز.. اعتلت اللاعبة اليابانية "هوماري ساوا" منصة الحفل بزيها "الياباني"، لتعلن أنها مهما اشتهرت عالمياً لا تزال "يابانية" ولاءً وحباً. هذه دروس لكل إنسان ينتمي إلى "وطن" له حضارته وتاريخه بأن يفاخر بانتمائه وولائه وألا يخجل من لباسه ولغته.. وتوبيخٌ لكل "عربيٍ" استعاض عن بعض مفردات لغته العربية بمفردات إنجليزية في حواراته مع القنوات العربية..!