عندما يغيب القرار ويتردد صناعه في إعلانه، يفسحون مجالًا كبيرًا للغط اجتماعي واسع وهو في الغالب بعيد كل البعد عن الحوار ومناقشة السلبيات والايجابيات لأي أمر كان حتى تتوصل الاطراف المتنازعة الى حل.. ونحن هنا في المجتمع السعودي عشنا ونعيش هذا اللغط الجماعي الامر الذي جعلنا مجتمعًا متعاركًا باستمرار لا متحاورًا ومنصفًا، صحيح ان الضغط الاجتماعي يشكل اداة من ادوات استصدار بعض القوانين والانظمة ولكنه في الوقت نفسه يعد اداة تشوه ذلك المجتمع والاكثر خطورة انها تجعله قابلا للكسر فكثير من الافراد ينطلقون في احكامهم من منطلقات شخصية او عاطفية ويتعصبون لكل من يتشابه معهم في الحكم ويعادون من لم يؤيدهم فيه بناء على ذلك الحكم العاطفي والشخصي الذي يبعد عن تحليل الاهداف ومدارسة الفوائد المرجوة من أي قرار مطلوب ومنتظر ولهذا صارت ابسط القضايا الاجتماعية تأخذ أكثر مما تستحق من نقاش ألهب العقول وسن سكاكين البغضاء والتناحر وهيأ لأجواء متعصبة ومتشنجة لا تتوانى عن الإساءة القولية والفعلية لأي طرف لا يتفق مع الآخر بل رأينا من ينصب الشراك لإسقاط العدو في الفخ!! ان كل فرد في المجتمع مستفيد أو متضرر من قرار ما ولكن الأهم ما نصيب المجتمع من كل ذلك وما مردوده المادي والمعنوي عليه هذا هو ما يجب الا يغيب عن ذهن الجميع حتى لا يتشوه المجتمع أكثر والاهم حتى لا نشوه الدين اكثر واكثر. مؤسف جدًا ان نصل الى هذا الحال وكأن المجتمع أصبح عبارة عن دويلات منقسمة يقودها فكر عاطفي غير دقيق في حكمه وبعيد تماما عن الموضوعية التي تحسب ما لنا وما علينا من جراء كل قضية تثار والخوف كل الخوف من جهات رسمية ذات سلطة عندما تستغل نفوذها لتحقيق مطالبها المبنية على فكر سوداوي ينقصه التفكير العقلاني ويدعمه الفكر الخاص الذي لا يتلاءم مع الضوابط الدينية والحاجات الاجتماعية التي لا يختلف فيها اثنان وهذا ما ينتج عادة عن تحديد كل مشاكلنا من تصور شخصي لبعض الافراد الذين لا يفرقون بين الحقائق والأوهام وبين الأعراف الاجتماعية والدين وبين سلوك مجموعة خاطئة من الافراد وسلوك جمعي مستقيم وفي كل مرة يتخذ فيها قرار ما نجد في بدايته صراعًا محتدمًا قد يترتب عليه صناعة احداث تدعم رأي ورؤية الجانب الذين يرى بأنه متضرر من ذلك القرار. ان من الهام جدا ان يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ويفرض دون اتاحة فرصة للقيل والقال لأننا وللأسف الشديد كمجتمع لا نملك غير هذا سواء كنا كتابًا في الصحف او وعاظًا او شبابًا صغارًا دون العشرين ولكننا بما نملكه من اجهزة نستطيع ان نمرر الكثير من الافكار السوية وغيرها الساخرة والعابثة المحفزة والمستفزة.. وهذا حالنا منذ سنوات مع قرارات تتأخر كثيرًا لتترك مجالًا لتوليد كثير من السلبيات الاجتماعية سواء اتخذ القرار او لم يتخذ بعد، ان كل فرد في المجتمع مستفيد او متضرر من قرار ما ولكن الاهم ما نصيب المجتمع من كل ذلك وما مردوده المادي والمعنوي عليه هذا هو ما يجب ألا يغيب عن ذهن الجميع حتى لا يتشوه المجتمع أكثر والأهم حتى لا نشوه الدين أكثر وأكثر.