**دخل العام الجديد، أعلنت الميزانية، لا عليك ضع رجلا على رجل لان كل شيء تمام، لأنك تسكن مدينة ايقاعها منتظم، دقيق، وصارم أيضا. أما يوم الأحد الماضي أول أيام السنة الميلادية وبعد ان أفاق مواطن ما وجد الهدوء في حيه على غير العادة، وحتى حاويات القمامة ملفتة، وفي نهاية الشارع عاملان من البلدية، الأول يستبدل برفق بلاطة من الرصيف مخدوشه ويستبدلها بأخرى وبالجانب الآخر عامل لتوه استكمل غرس ورود و أزهار على بعض أرصفة الحي. **عاد المواطن إلى منزله بعد عمله اليومي، ووجد رسالتين على جهاز الرد الآلي، الأولى كان نسي ان يسمعها ليلة البارحة والثانية لتوها قادمة من مكتب التمثيل لمطار الملك فهد الدولي تفيد الأولى بموعد وصول طائرة الخادمة والمكالمة الثانية تفيده بوصولها، وما هي إلا دقائق من دخوله حتى تلقى رسالة في جواله من مكتب الاستقدام «أو الشركات الجديدة» ،تفيد بسرورهم بان يستلموا الخادمة ويسلموها له في المنزل مع شكرهم وتقديرهم لتعامله معهم لذا ستكون تكلفة الاستقدام منخفضة 20 في المائة المرة المقبلة وذلك لحسن اختياره لخدماتهم دون غيرهم. **وحين أفاق اليوم الثاني وجد في صندوقه رسالتين الأولى من مصلحة المياه والصرف الصحي تعتذر عن الانقطاع الذي حدث في وحدات ضخ المياه المحلاة الأسبوع الماضي وتتعهد بتعويض الملاك بقيمة الإضرار التي لحقت بهم، والأخرى من وزارة المالية تفيد بان الأمانة و إدارة الطرق قررتا تعويضه عن الضرر البسيط الذي لحق بسيارته جراء استخدامه طريق الدمام الساحلي واحد الشوارع الأخرى من جراء ثلاثة انخفاضات على الاسفلت ومطب واحد اخفق المقاول به وفات على مهندسيها مراجعة الخلل. أغلق بعدها المواطن الصحيفة وأغلق باب بيته عليه وقال يالله ما هذه الكأبه، يالله ماذا حل في البشر ياشيخ **أما أبناء جيرانه فقد حكى له جاره كيفية قبول ابنته بسهولة في الجامعة القريبة من منزله، وكيف استقبل ابنه رسالة عبر هاتفه تفيد بأن وظيفة جاهزة لاستقباله فور تخرجه وعليه الآن استكمال بعض الشهادات. **في اليوم الثالث حكى له جاره الآخر كيف وصلت سيارة الإسعاف الى منزله بمجرد ان داهمت الأزمة القلبية والده، قائلا له ما ان وقع الوالد وما ان فكرت بالاتصال على رقم الطوارئ حتى وجدت سيارة الاسعاف أمام باب المنزل، لقد جاءت بنظام التخاطر. **في يومه الربع نهض من نومه على استكمال العالم الوردي الذي يحيطه فيه، نهض من فراشه وأمسك بجريدة الصباح وأخذ يقرأ في العناوين، دوريات تفض ازدحاما لنساء « حافز» أمام البنوك، ملتقى والمعلمات يتهم المالية بهضم حقوقهن، وفيات الثدي في المملكة تتجاوز المعدل الأوروبي، في أول يوم للامتحانات كسر غرفة المدير وسرقة الأسئلة، أسعار الأراضي السكنية تزيد 40 في المائة خلال سنتين داخل المدن، منازل تحاصرها الأمراض والروائح، تأجيل البت في قضايا جمعة الجمعة والعيد وابن حسن، أزمة مرور تواجه مدن الشرقية، تورط 185 سعوديا بينهم نساء في قضايا تستر، تعطل ما نسبته 80 في المائة من المشاريع الحكومية. **بعدها أغلق الصحيفة وأغلق باب بيته وقال يالله ما هذه الكآبة، يالله ماذا حل في البشر ياشيخ.