فاصلة: (من يستطيع شيئا ويمتنع عنه يرتكب خطيئة) -حكمة عالمية- أعتقد أن الوقت حان ليدرك بعض الوزراء لدينا أننا في زمن الإعلام الجديد والذي بات يكشف الجوانب المخفية عن المواطن في شخصياتهم وتعاملهم مع مشاكل وزارتهم. في الماضي كان الوزير يجري مؤتمرا صحفيا في قاعة مغلقة وإن أخطأ في الرد على سائل فلن تنشر الصحف ربما أخطاءه حتى لو رصدها الصحفي لاعتبارات رقابية. اليوم صارت مقابلة الوزير للمواطنين متاحة للجميع حاضرين كانوا أم غائبين فموقع «يوتيوب» حافل بمواقف وزرائنا مع المواطنين الإيجابية والسلبية، وصار المواطن يعرف شخصية الوزير وتعامله مع المواطن وإن لم يلتقيه في حياته وجها لوجه. كاميرا الجوال التي ترصد مقابلة الوزير للمواطنين وتنشرها في موقع يوتيوب لا تكذب، والمسؤولون وإن تظاهروا بالصبر والحلم فلن يستطيعوا التمثيل طويلا لأن الكاميرا أمينة في نقل كل التفاصيل. لذلك حين تشاهد على سبيل المثال مقطع حوار بين أحد الوزراء ورجل مسن يهزأ به الأول دون أي اعتبارات إنسانية فضلا عن اعتبارات كونه مسؤولا وأمينا على خدمة المواطنين، تشعر بالفعل بالتقزز من أن يكون المسؤول راعيا لمصالح الناس. على أن مليكنا دائم الحرص على تذكير جميع الوزراء بأنهم وجدوا في وزاراتهم لخدمة المواطن، وهذا يعني أن يكون اهتمامهم بمصلحة المواطن تنفيذاً لأمر سام كريم.