أثارت وفاة ستيف جوبز الأمريكي صاحب التفاحة الثالثة كما يحب أن يسميه عشاقه كثيرا من مشاعر الأسى على تلك العبقرية التقنية والعصامية المذهلة .. ولعل أعظم العبارات التي قيلت في رثاءه أن الناس احتاجوا أن ينقلوا خبر وفاته وتأبينه عبر اختراعاته من آي فون إلى آي باد. وهو رجل عظيم وعصامي بلا شك على مستوى العالم من حيث أثره الذي تركه في حياة الناس من خلال ابتكاراته . ويستفاد من قصة نجاحه في حياة الشباب ؛ لكننا مع ذلك لا نغفل عن الجانب السلبي في حياته ولا ننزلق وراء العاطفة الحمقاء التي لا تميز الغث من السمين. و السؤال الملح هل تشفع كل مزاياه وعبقريته لأن يترحم عليه المسلمون ويبكي بعضهم لفقده وكأننا أصبنا في ابن من أبنائنا؟ إن كثيرا من محبيه والمفتونين بابتكاراته التقنية حاولوا أن ينسبوه للعرب مع أنه ليس بينه وبينهم أي صلة سوى ما ذكره هو عن والده البيولوجي السوري الأصل الأمريكي الإقامة والثقافة ، ومشكلته مع والده وكونه ابن غير شرعي وكونه من أصل عربي كلها من الأمور التي لم يعرفها أكثرنا إلا بعد وفاته. والمعجبين به يلقون على والديه باللائمة لتفريطهما في رعايته وكأن ما حدث له أمرا غريبا على المجتمع الأمريكي .. وحتى هو نفسه كانت له ابنة غير شرعية تبرأ منها حينا من الدهر كما ذكر ذلك من تناولوا سيرته.. كما أن له سجلا سيئا في معاملة العاملين في مصانعه ... كما أن سجله في التبرع للأعمال الخيرية لايتناسب مع مدى ثروته ومكانته العالمية ولا يمكن مقارنته بأية حال مع منافسه اللدود بيل جيتس !. لكنها عين المحب تعمى عن العيوب!. صحيح أن المجتمع الأمريكي يستطيع أن يعيش فيه أمثال جوبز ويحرزوا تفوقا وإن كانوا أبناء زنى وهذه سيئة من جانب وميزة من جانب آخر تحسب لهم كما تحسب عليهم.وهي جزء من ثقافتهم. لكن أن يتطور الأمر ببعض محبيه من العرب فيحاولوا نسبته إلى النسب الشريف وإلحاقه بالنبي صلى الله عليه وسلم وكأن في ذلك نفعاً له فهذا من الجهل بالدين والحمق الذي أعيا من يداويه!. وقد غفل أولئك عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه). ولما سُئل عن ابن جدعان وقد كان من أجواد العرب يا رسول الله ! ابن جدعان . كان في الجاهلية يصل الرحم . ويطعم المسكين . فهل ذاك نافعه ؟ قال " لا ينفعه . إنه لم يقل يوما : رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين إذا ما الدافع لهؤلاء العاطفيين ؟ إنها الهزيمة النفسية ومركبات النقص لدى العرب الذين يريدون أن يتعلقوا بأية قشة تلحقهم بركب الحضارة ولو كانت عبر سلاسل طويلة وملتوية. المهم أن نثبت أننا ذوي شأن بين الأمم ولو كنا طبلا أجوف لا يستفاد منه إلا في إصدار التلوث السمعي فقط. والسؤال لهؤلاء هل كان ستيف جوبز يستطيع أن يبتكر لو عاش حياته بيننا ؟ إنها إشكالية تفوق الغرب وتأخر العرب وهي المعادلة التي لم نستطع حتى الآن أن نفككها بشكل عملي لأسباب نعلمها جميعا لكننا مع ذلك لا نفعل شيئا تجاهها ولو على المستوى الشخصي إلا ما ندر. ولنعد إلى عنواننا لنتساءل هل لو كان ستيف جويز عربي...تشرفنا؟ كتبه أبو بكر بن محمد http://qalmey.blogspot.com/