الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع - الرياض السعودية قال تعالى: والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. اللهم نتوجه إليك ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أخلفنا في مصيبتنا وأجبرنا وعظم أجورنا وأحسن عزاءنا وأغفر لفقيد الأمة سلطان بن عبدالعزيز. لقد أصبحنا يوم السبت الموافق 24/11/1432ه ووافانا خبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير الجليل حاتم زمانه وتاج أهل الفضل والخير والإحسان سلطان بن عبدالعزيز فبكاه الشعب السعودي خاصة وشعوب المنطقة الخليجية والعربية والإسلامية عامة واتجهنا جميعاً إلى الحي القيوم بالدعاء، اللهم أكرم مثواه ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أجزه خير جزاء وأتمه على ما قدمه لإخوانه من المساعدات التي لا يحصيها إلا أنت سبحانك. اللهم أجعلها حجاباً له من النار ووسيلة إلى مرضاة الله وأن يكون من ورثة جنة النعيم، اللهم إننا بفقد سلطان بن عبدالعزيز نشكو إليك عظم المصيبة وجسامة الخطب فأحسن عزاءنا وعظم أجورنا وأغفر لفقيدنا وأبدله داراً يسعد بها ويلقى جزاء ما قدمه لإخوانه ممن لا يحصيهم إلا الله. لقد كان رحمه الله غيث رحمة على كثير من عباد الله فكم من ملهوف أسعفه ومن مكروب كشف عن كربته ومن مريض صار سبباً في شفائه وأياديه رحمه الله في كثير من ميادين الخير والإصلاح ملحوظة مذكورة مشكورة في ميادين التعليم والصحة والجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن حقاً لقد فقدنا رجل الخير والإحسان والأفضال رجل المبادرات الخيرة. ذا القول الفصل والعمل الصالح والرأي السديد. رجل يصدق عليه مع أخيه مليكنا المفدى حال ما كان عليه نبي الله موسى وأخوه هارون في أنه عضده الأيمن وأن الله شده به. فالعزاء الأوفى لمليكنا المفدى نسأل الله تعالى: أن يجبر جلالته في مصيبته بأخيه سلطان وأن يجعل نايف بن عبدالعزيز خير خلف لخير سلف ولا أنسى رجل الصدق والوفاء والتضحيات سلمان بن عبدالعزيز فلا شك أنه أعظم من اكتوى بمصيبة موت سلطان نسأل الله تعالى أن يجبر مصيبته وأن يحسن عزاءه ويعظم أجره، ولا شك أن المصيبة في سلطان مصيبة اكتوى بها أولاده وإخوانه وجميع أفراد الأسرة الحاكمة وجميع أفراد الشعب السعودي فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله. لقد كان رحمه الله غيث رحمة على كثير من عباد الله فكم من ملهوف أسعفه ومن مكروب كشف عن كربته ومن مريض صار سبباً في شفائه وأياديه رحمه الله في كثير من ميادين الخير والإصلاح ملحوظة مذكورة مشكورة في ميادين التعليم والصحة والجمعيات الخيرية وجمعيات تحفيظ القرآن وحركات الاسعافات والمساعدات لآثار الكوارث الطبيعية في العالم أجمع. ومساعداته العامة للمواطنين لا سيما السلك العسكري متميزة ومترقبة ويبني عليها الكثير من ضباط الجيش التزماتهم لبيوتهم وأسرهم ودائنيهم، وأذكر أنني كنت في مجلس فيه بعض الضباط فجاء ذكر سموه فتعطر المجلس بذكره وفضله وقال أحد الضباط: والله إننا مجموعة من الضباط نضطر إلى أخذ دين لقضاء حاجات بيوتنا ونجعل أجل سداد الدين لوقت زيارات سموه لقواعدنا العسكرية في الشمال أو الجنوب بعد كل عيد حيث إن أقل إكرامية كل ضابط لا تقل عن عشرة آلاف ريال وقد تزيد على مائة ألف. والواقع أن الحديث عن سموه - رحمه الله - يحتاج إلى مؤلفات ولكن هذه الكلمة ما هي إلا تأبين له بعد وفاته وتضرع إلى الله تعالى أن يكرم مثواه ويغفر ذنوبه وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة. ونكرر ما عليه الصالحون الصابرون إنا لله وإنا إليه راجعون والله المستعان.