فُجع المجتمع السعودي بنبأ وفاة ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته وأسكنه فسيح جناته. لقد فقدنا رمزًا وطنيًا ونموذجًا فريدًا للعطاء والإنجاز وبذل الخير. لقد كان رحمه الله مثالا لصفات النبل والكرم والشهامة. يقف مع الإنسان في السراء والضراء، فقد كان يعطف على الصغير والكبير، يساعد المرضى والضعفاء والمحتاجين، أقام منشآت صحية وعلمية وثقافية وإنسانية لخدمة جميع أبناء الوطن وبناته. وستظل هذه المنشآت شاهدة على أياديه الكريمة ودالّة على نظرته الشاملة للنهوض بإنسان هذه البلاد المباركة من مواطنين ومقيمين والأخذ بيدهم للتغلب على الصعوبات وتذليل العقبات مهما صعبت. كانت أفضاله تصل إلى الناس في كل مكان، فعلى سبيل المثال، يعلم أي شخص أصيب بمرض أو تعرّض أحد أقاربه لمرض، مقدار تجاوب سموه الكريم مع هذه الحالات بشكل يفوق التصور، فما إن تصل معلومة عن حاجة شخص لعلاج، فإن مبادرته الكريمة لإرسال طائرة إخلاء طبي وفريق علاج، تسابق وصول الخبر. والأمر نفسه في المسائل الأخرى، كمعونات السكن والتعليم والتوظيف والتدريب والتطوير. إنه يقدّم الدعم والمساندة للجميع، كذلك، لكي يدفع بهم نحو التميز في العمل والإتقان في العطاء. كان نموذجًا للقيادة الوطنية المخلصة المحبة للشعب وللخير، يدعم بقوة مشاريع النماء والتطوير والتحضر والرفاهية لإنسان هذا البلد. وبالمثل، فإن دعمه للأفراد يشمل دعمه للمؤسسات والجمعيات والجوائز والمراكز والجهات الأخرى داخل المملكة وخارجها. لقد جاءت تبرعات سموّه الكريم العديدة لكثير من الجهات التعليمية والتقنية والطبية والبحثية لدعم تلك الكيانات لكي تقوم بدورها في خدمة الإنسان وتحقيق تطلعاته المستقبلية بمزيد من الرخاء والاستقرار. إننا ونحن نعزي الوطن في فقيد الأمة، لندعو الله سبحانه له بالرحمة والمغفرة وأن يجزل له الأجر والمثوبة، فقد انتقل إلى جوار ربّه بعد أن خدم أمته ومليكه ووطنه على أكمل وجه، وأسّس لأعمال خيريّة وإنسانية واسعة تظل علامة خالدة تضيء معالم الطريق أمام الأجيال القادمة.