صديقي .. لست أدري من هو السياسي الفرنسي المؤمن «بالميكافلية» الذي أطلق مقولة «أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا» ، فأصبحت حكمة تردد مع كل قضية يراد تمييعها وتضييعها، فيما المضطهد يتألم كل يوم. أمس الأول قالت جريدة «الحياة» : «بعد 13 عاما من التردد على أروقة محاكم وإدارات حكومية، صادقت محكمة الاستئناف في منطقة الرياض أخيرا على حكم بجلد رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إحدى محافظاتها 50 جلدة دفعة، لأنه أنكر كتابته خطابا طلبه أحد موظفيه للتحويل إلى مستشفى» . وكانت القضية قد بدأت عام 1419ه حين اتهم رئيس مركز الهيئة موظف الهيئة عبدالرحمن بن سعد بتزوير توقيعه على خطاب تعريف موجه للمستشفى للحصول على إجازة مرضية. في عام 1428ه صدر حكم من ديوان المظالم يؤكد براءة الموظف «عبدالرحمن» من تهمة التزوير، فانتقل الموظف من مرحلة إثبات براءته إلى مرحلة البحث عن حقوقه. بعد 4 سنوات صدر حكم صدقته محكمة الاستئناف بالرياض في رمضان الماضي بتعزير رئيس مركز الهيئة بجلده 50 جلدة؛ لإنكاره كتابة الخطاب، فيما صرفت المحكمة النظر عن دعوى تعويض «عبدالرحمن» عما لحق به من أضرار «إذ فصل من العمل» ، لأن ذلك من اختصاص ديوان المظالم، ولم يتحدث الحكم عن فصل أو سجن رئيس المركز الذي ولأسباب لا أحد يعرفها قرر تلفيق تهمة لموظف يعمل في الهيئة.. اليوم سيبدأ موظف الهيئة «عبدالرحمن» رحلته الجديدة للبحث عن تعويضه جراء ما حدث له من فصل تعسفي، ولست أدري كم من السنوات سيحتاج ليتم تعويضه، أم أن الورثة هم من سيستلمون التعويض ؟. صديقي .. المحبط في كل هذا أن ثمة من سيهاجم هذا الموظف، وسيتهمه بأنه يريد تشويه الهيئة، مع أنه يحمل صكا ببراءته وآخر بإدانة «رئيس مركز الهيئة». التوقيع: صديقك.