قضية الولاء للوطن من القضايا السلوكية التي ننشأ عليها، ونعمل وفقا لها في نطاق الحقوق والواجبات، وفي عنفوان الشباب يكون حب الوطن هو المسيطر على الوجدان، لأن حماسة الشباب تكون في أوجها بحيث يتوجه الفكر والعمل لبناء الوطن عن حب صادق وولاء قوي لا تتنازعه أي أفكار يمكن أن تشوش على أولوياتنا في التفكير تجاه الوطن، ولذلك فإن حماس الشباب يصبح من الإيجابيات العميقة التي تسهم في البناء والعطاء والتفاني من أجل الوطن والمجتمع. ولا أعرف كيف خطر لأولئك الشباب الذين يقودون الدراجات النارية في العوامية الخروج على تلك الفطرة والعمل على تخريب الاستقرار وتهديد الأمنين الاجتماعي والوطني، وأيا كانت الدوافع الخارجية التي سيطرت عليهم، فكما لدراجاتهم مكابح، ينبغي أن يكون لسلوكهم كابح يوقفهم عن تهديد أمن وطنهم ومجتمعهم، وليس مقبولا بالطبع أن يتشكلوا في إطار عصابي على نحو ما يحدث في الأفلام الأمريكية ليجولوا في الشوارع ويرموا المولوتوف على رجال الأمن، وليس ذلك وحسب وإنما استخدام أسلحة نارية. التعامل الحاسم هو عنوان المرحلة الحالية والمقبلة، ومن سوء الظن أن نتعامل مع الأحداث على أنها عابرة، بل لها ما بعدها، بحيث إذا كان هناك عدم ردع فسيؤسس ذلك لعقلية متجرئة لدى الآخرين، وإذا تم زجر وردع هؤلاء، فإن ذلك يؤسس بدوره لقناعات بعدم جدوى تنفيذ أجندة الآخرين وتهديد الأمن والاستقرار ولعل قضية استخدام الأسلحة النارية والتفكير في إعداد المولوتوف، مما يبحثه رجال الأمن، ولكن لنبقى مع هؤلاء في تجرؤهم على استقرار الوطن وتهديد سلامته، ومما لا شك فيه أن فطرة هؤلاء قد خربت وانتهى بها الحال الى هذا السوء الذي ينبغي أن يكون جزاؤه من جنس العمل، فقضايا الأمن الوطني خطيرة ولعب على هذا الوتر خطير ولذلك ينبغي أن تواجه الجهات الأمنية هؤلاء بيد من حديد. لقد بلغ أولئك الشباب مرحلة النضج وبلغوا سن التكليف، وعليه لا مسامحة لهم فيما فعلوا، وينبغي أن يكون التعامل معهم عبرة لمن لا يعتبر لأن من يحركونهم لن يتوقفوا، ولذلك يجب ألا نتوقف نحن عن متابعتهم واعتبارهم مجرمين في حق أمننا وسلامتنا، لأن أي تهاون أو تعامل رقيق في مثل هذه الأحوال سندفع ثمنه في استهتار قادم من غير هؤلاء الشباب، فبعضهم يفضل أن يعيش دور البطولة الزائفة والشهادة الرخيصة، وهذه مما يجب ألا نمكنهم منها. التعامل الحاسم هو عنوان المرحلة الحالية والمقبلة، ومن سوء الظن أن نتعامل مع الأحداث على أنها عابرة، بل لها ما بعدها، بحيث إذا كان هناك عدم ردع فسيؤسس ذلك لعقلية متجرئة لدى الآخرين، وإذا تم زجر وردع هؤلاء، فإن ذلك يؤسس بدوره لقناعات بعدم جدوى تنفيذ أجندة الآخرين وتهديد الأمن والاستقرار سواء غدا أو بعده، ولتستمر ضربة اليد الحديدية حتى نحافظ على استقرار وسلامة وطننا.