عبدالله صايل - الاقتصادية السعودية من أجمل ما قرأت من "ذبّات" على تويتر قول أحد ساكنيه: "وهالحين من كبر صورة تويتر عشان تلبس بشت يا....!!" تويتر هذا.. مشكلة حقيقية، وصداع مزمن لأنماط اجتماعية ما كان الإعلام التقليدي ليستوعب التدقيق عليها! وهو وسيلة تغريد لربط واستحضار فائقة السرعة، ولا يمكن لي، على الأقل، أن أقارن بين ألمانية رياضية لها محرك بشاحن توربيني و"ددسن" ب "كربريتر" عادي! كل حالة اجتماعية تنتقل بسمتها إلى عش المغردين هذا، وكل من هؤلاء يتبع تغريده أناس بمحض اختيارهم.. فيما يتابع هو من شاء من مغردين. إذاً لا فرض في التواجد.. وما يدفعك كثيراً للتأمل هو ظهور جزء لا يستهان به من التكوين النفسي لمشاهير يسهم فوراً في تغيير انطباعك الذهني عنهم، وفي المقابل هناك أقلام وفكر وطرح يفيض، ربما، بما لن تجده في صحيفة أو ندوة أو أمسية تطبل لبطلها الكثير من وسائل الإعلام "التقليطي" على مقام "ازهلها"! أيضاً هناك مؤشر آخر على وعي التبعية الاجتماعية، فمشاهير الواقع لهم متابعون بالآلاف. وهنا تدرك أن هناك نسقية تسيطر على جزء كبير من سكان عش التغريد هذا، وأن المختلفين قلة، والباحثين والباحثات عن نتاج نوعي أقل بكثير، وأن هناك من تاه وأدمن.. وبات يعلن عن ذهابه للحلاق مثلاً.. لو من باب جذب الانتباه! وربما أجدها فرصة في تدوين اعتراضي على اعتبار الموقع موقعاً اجتماعيا، فهو بكل المقاييس موقع إعلامي في جل غاياته.. وربما لا يربطه نسب بالمجتمع إلا من خلال ما يوفره من مناخ تواصل شديد السرعة لمجتمع تحرر من قيود. وتويتر في هذا الصدد يصنع مشاهير جدد، ولهم متابعون أكثر عدداً من مشاهير الواقع بآلاف المرات. فربما تجد 100 ألف تابع لداعية شهير.. ولكن صبراً.. فأنت محتاج للتروي قبل أن تصدمك حقيقة أن هناك 500 ألف متابع ل "دندش"! ولا تسألني من هو دندش هذا.. ولكنه في نهاية المطاف صاحب رؤية وقادر على اختزال مشهد مجتمعي بكامل تفاصيله في 140 كلمة فقط! ختاماً، لا أملك إلا أن أقدم أصدق العزاء لوسائل الإعلام "التقليطية"، من باب تقليط بعض الأنفار على مائدة الإعلام، وأن أسوق لهم أنبل معاني مواساتي على تفويتهم فرصة التغريد لكل صاحب كلمة!