بعد حلقة اليوم لست واثقا من خروج طاش، لأن احتمالات يوم العيد وافرة ليوم غد، ولكن ما أرجوه عدم مشاهدته في الأعوام المقبلة. أتمنى من العزيزين القصبي والسدحان أن يعلنا عن توقف هذا المسلسل، وإن كانا يفكران في بلوغ السنة العشرين لعملهم المحتكر إبداعيا وفكريا فإننا كمشاهدين على استعداد لمنحهما هذا الرقم والوجه من الوجه أبيض.. لقد بتنا لا نفرق بين حلقة عرضت في طاش 9 وأخرى في طاش 18، بل حفظنا عن ظهر قلب أسماء الشخصيات من طبيعة اللباس.. فيوسف الجراح لا يمكن له أن يكون غير الضابط المتقاعد (أسعد عمر قلي) والسناني خال الأخوين، والمزيني (رقية) وهكذا لشخصية نزار وأبي زنيفر الذي يردد الكلام بطريقة تصيب بغثيان وحرقان شديدين، ناهيك عن أغنية التتر التي ترفع عنها الأطفال. كوميديا الثنائي كانت مقبولة حينما كانا نجمين في القناة الأولى السعودية، أما اليوم فعليهما أن يجعلا من شركتهم الإنتاجية دعما للشباب في تقديم الاستشارات وتعزيز المؤسسات الإعلامية الأخرى بالجوانب الفنية.. فهذه الطريقة تحفظ ماء الوجه، وتبقي دائرة الأموال في حركتها ولو كانت أقل بكثير من إنتاجية المسلسل. طاش من حيث مسماه أيضا لا يتناسب ولا يتوافق مع جيل الإعلام الجديد والشبكات الاجتماعية، والكوميديا التي يقدمها من هم في العشرينات من العمر، وإذا كان الأمر ماديا كما يحلل بعض من يلهث خلف رجال الأعمال فإن ثورة الشباب في هذه الفترة أطاحت بدكتاتوريات محنطة. قناعتي تقول من الظلم ألا يتنفس القصبي والسناني عبدالإله هواء الدراما إلا في رمضان، أين هم من قيادة هذا الفن إلى قضايا المجتمع ومعالجة همومه، بدلا من المزايدة على الوسطية والوطنية. الأخ العزيز طاش تعاقب على بيتك أكثر من مخرج ولكن الهوية الإخراجية واحدة بخلاف لمسات الشاب سمير عارف، أما مواقع التصوير فلا تتعدى تلكم البيتين البرتقالي والأخضر الكائنين غرب الرياض.. أسلوب الخط الإنتاجي بطاش يذكرني بنمطية مدرس المرحلة الابتدائية الذي قضى نصف عمره مع الأطفال من الطلاب، حيث لا يعلم ولا يستطيع إلى التطوير سبيلا.