أعلنت جميع وسائل الإعلام في العالم غُروب "شمس القذافي" بعد أن أغرق ليبيا في ظلامٍ دامس طوال 42 عاماً.. فتبارت بسقوطه القنوات الفضائيات لابتكار عناوين الحدث العظيم، فاختارت العربية "سقوط القذافي"، واختارت الجزيرة "معركة طرابلس" فعادت العربية لتختار "معركة العاصمة"، والكثير من العناوين المتشابهة التي ليس بينها "فجر الحرية" وهو الأصدق لواقع الحال! وتتبارى "قنواتنا العربية" في تغطية الحدث، إلا أن "العربية" انشغلت لحظة دخول باب العزيزية بضيوف الأستوديو وكأنها فوجئت بذلك فلم يكن لها مراسل هناك، بينما كان مراسل "الجزيرة" عبدالعظيم محمد يتحدث على الهواء مباشرة من ميدان القتال، ويبحث عن القادة الميدانيين ليحاورهم تحت وابل النيران بشجاعة وجرأةٍ ربما تقود صاحبها إلى الموت، كما قادت سابقاً زميله المصور علي حسن الجابر رحمه الله. كل وسائل الإعلام العالمية كانت تتسابق على أخبار الثورات العربية، ولا تخجل من النقل عن أي وسيلة إعلامية تسبقها لحدث (ما) سواء كانت غربيةً أو عربية، إلا أن القنوات العربية تخجل أن تنقل عن بعضها الأخبار والصور إذا لم تتوفر لديها! ولا أدري لماذا لا تكون مهنية كما تدعي فتنقل عن غيرها دون إخفاء شعار القناة العربية التي تنقل عنها!! في عز الحدث.. كانت قناة "CNN" الأجنبية تنقل عن قناة "الجزيرة" العربية، وكانت قناة "العربية" العربية تنقل عن قناة سكاي الأجنبية. وبعد عز الحدث بلحظات كانت "الجزيرة" تبث صوراً مباشرة من داخل باب العزيزية، بينما تبث "العربية" صوراً لذات الباب بعبارة "قبل قليل"! وبينما يحاور مذيعو القنوات العربية ضيوف الأستوديو، تحاور "الجزيرة" مباشرةً القائد الميداني عبدالحكيم بلحاج أثناء وجوده داخل باب العزيزية.