خالد السليمان - عكاظ السعودية عندما كنت طالبا في الجامعة فاجأنا المسؤول الجامعي بقرار مفاجئ بحجب المكافأة الجامعية خلال الإجازة الصيفية، بحيث لا يحصل عليها غير طلاب الفصل الصيفي، أبرق الطلاب بالشكوى إلى الملك فهد، رحمه الله، فكانت النتيجة أمرا بالصرف الفوري وتوبيخا بعدم الاجتهاد في صرف مخصص قررته الدولة للطلاب، وليس للجامعة حق التصرف فيه، يومها كان يوم فرح لطلاب الجامعة، فقد استلموا مكافأة 3 أشهر متراكمة دفعة واحدة، ويوم حزن لمسؤول ظن أن المزاجية الشخصية في التصرف يمكن أن يكون لها محل من الإعراب، حتى وإن كانت في ظاهرها توفيرا على خزينة الدولة، وكأنه يصرفها من جيبه الخاص!!. اليوم أجد الصندوق العقاري يمارس نفس الدور، حين يقرر تعليق صرف القرض لمن امتلكوا بيوتا بعد تقدمهم بطلبات الحصول على القرض، فالصندوق العقاري يريد من الناس أن تنتظر إلى الأبد دون أن تبحث عن بدائل تؤمن لها المأوى الذي يقيها عواصف العراء!!. يعني رجل طلب قرضا، وبعد انتظار القرض العقاري سنوات طويلة بلا جدوى، لجأ إلى الاقتراض أو الادخار لتأمين مسكن لأسرته على أمل أن يسدد هذه القروض من قيمة القرض العقاري عند صرفه، لماذا يقرر الصندوق العقاري فجأة أنه لم يعد يستحق ما انتظره سنين طويلة لمجرد أنه أصبح يملك منزلا؟!. إنه قرار ارتجالي ظاهره التوفير على الدولة وباطنه التنغيص على العباد، وكأن من يقفون خلفه يصرفون على الخلق من جيوبهم الخاصة، وفي كلا الحالتين كان الله في عون المواطن على بعض ماسكي رقابه!!.