عبدالله الجميلي - المدينة السعودية قال الضَمِير المُتَكَلّم : تصوروا أحد المواطنين السعوديين يقول ( لبيك اللهم عُمْرَة ، وهو يتوجه إلى الأُرْدُن ) ، أرجوكم لا تعجبوا ، وتفضلوا بقراءة هذا التقرير الذي بثته صحيفة الوطن السبت الماضي وفيه : غَيّر مواطنون في ( الجوف ) طريقهم إلى ( مكةالمكرمة ) هذا العام، لِيَمُرّ عَبْرَ ( الأُرْدن ) أولاً، على غير عادتهم في السفر طوال السنوات الماضية. والسبب العروض التي تقدمها مكاتب سياحية في العاصمة ( عَمّان ) ، والتي اعتبرها مواطنون ذات مبالغ زهيدة، مقارنة بما يدفعونه للمكاتب والفنادق إذا جاءوا من الداخل . وأشار التقرير إلى أن تكلفة العُمْرَة من ( عَمّان إلى مكةالمكرمة ) عَبْر ( مطار جدة ) ، شاملة للتذاكِر الطيران ذهاباً وعودة على الخطوط الأردنية ، مع الإقامة في فندق خمس نجوم بجانب الحرم المكي لأربع ليالٍ تبلغ فقط (2000 ريال ) !! وأكدّ أحد مسؤولي مكتب سياحة في ( عَمّان ) أن الكثير من السعوديين من المناطق الشمالية، توافدوا هذا العام على مكاتب السفر الأردنية ليبدؤوا رحلاتهم إلى مكة منها؛ لوفرة العروض المغرية . والحقيقة أن معاملة المواطن السعودي داخل وطنه من قبل مكاتب الطيران والسياحة والفنادق ، والمدن الترفيهية ، بل وحتى رسوم بعض المؤسسات الحكومية تدعو للعَجب العُجَاب الذي يَشِيب منه رأس الغُرَاب ؛ ففي حين الكثير من الدول حول العالم تقدم مَيزات خاصة ، ورسوما مخفضة لمواطنيها لدى القطاع الحكومي والخاص ؛ نجد عندنا العكس فالمواطن تُسَنّ لذبحه السكاكين ، وعليه أن يدفع أعلى الرسوم والتكاليف !! ولن نذهب في الأمثلة بعيداً ؛ ففي ( مِصْر ) حجوزات المواطنين المصريين في الفنادق وخطوط الطيران تقلّ عن غيرهم بأكثر من النصف ، وكذا في رسوم المناطق السياحية وغيرها ؛ فدخول بُرْج القاهرة للمصري ب ( 20 جنيهاً ) ، ولغيره ب ( 60 جنيهاً ) ، وهكذا !! ويبقى السؤال إلى متى يُصْبِح ويظَلّ ويُمْسِي ويَبَات المواطن السعودي عرضة للاستغلال والابتزاز من ( الهَوامِير ) في وطنه ؟! إلى متى والمواطن السعودي يزور المستشفيات في الدول المجاورة لأن العلاج فيها أحسن وأسرع وأرخص؟ ويدرس في الجامعات الخارجية القريبة لأنها أرخص ، ويعتمر من الخَارج لأنه أوفَر ؟! أين دور وزارة التجارة ؟! أين حماية المستهلك ؟! أين لجان وجمعيات حقوق الإنسان ؟! أم أنّ ذَبْح ( المواطن السعودي) حَلَال !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .