في كل رمضان، أعيد ومجموعة من الزملاء طرح موضوع تسابق الفضائيات والإذاعات إلى تخصيص ساعات برامجية طويلة لبرامج الفتوى. ونطالب دائماً بتقنين هذه البرامج أو أن تكون بالتنسيق مع هيئة كبار العلماء وألا تكون الفتاوى على الهواء مباشرةً، بحيث يستفيد منها السائل فقط لأنها إجابات على حالات خاصة. الحالات الخاصة القابلة للتعميم مضحكة، لأنها نفس الأسئلة كل عام، والإجابات هي نفسها، عدا إذا تطورت التقنية قليلاً فقد يتطور المحتوى معها قليلاً.. الأسئلة المكرورة التي تدور كلها حول قطرة الأنف والبخور ومعجون الأسنان، وفي حالة أن المتصل "يمون" و مؤمن بمقولة لا حياء في الدين فإنه يبدأ بتعميق الأسئلة ليكون محورها المداعبة الجنسية. "يا شيخ .. بلعت معجون الأسنان وأنا صائم".. "يا شيخ.. داعبني زوجي وقت الصيام فما الحكم؟"! وغيرها الكثير. هذه الأسئلة تصلح أن تكون في مطوية، أو في موقع إلكتروني ويقوم السائل بالبحث عنها عن طريق محركات البحث، أفضل من إشغال أمة محمد ببلعه للمعجون. هي فكرة قد تكون قابلة للتطبيق، إذا ابتعد اللاهفون لحصد الريالات من رسائل sms، لأنهم يعلمون أن الشعب متعطش للأسئلة.. ووجدوا من يقدم ون لهم إجابات أسرع من البرق وسرعة الصوت. الحالة الخاصة لفلان من الناس تخصه هو وحده، والأزمة الكبرى أن كثيرين سيتناقلون هذه الحالة الخاصة ويعممونها من خلال ترديد مقولة شهيرة "أنا سمعت الشيخ الفلاني يقول كذا..." ! لكن الفتوى ليست مكتوبة، ولم تدرس الحالة بشكل كامل. لو خصص الدعاة أرقام جوال أو بريدا إلكترونيا للأسئلة المعجونية، لتفرغ الداعية والسائل لأمور أهم في حياتهم اليومي، قد يتجهون للأعمال التطوعية ولإفطار الصائم والمساعدة في فعل الخير، بدلاً من إهلاك الأصابع في الضغط على أزرار الهاتف أملاً في أن يسمع الناس اسمه وصوته وهو يسأل السؤال "الخنفشاري". فكروا في الأسئلة قبل أن تسألوها، وقبل أن يضحك الناس عليها...أسئلة المعجون وقطرة الأنف والبخور والمداعبة الجنسية أسئلة تتكرر كل رمضان، فابحثوا عنها بالسر، ودعونا نناقش أموراً أهم في العلن.