اليوم صار نبض المجتمع يقاس من خلال سيطرة حدث ما على حياتهم اليومية عبر الأجهزة التي يحملونها في جيوبهم ومنها وبها يتواصلون مع العالم أجمع في كل القضايا كبيرها وصغيرها الخاص منها والعام فعن طريق البلاك بيري تعلم أن سعر ألبان المراعي ارتفعت ريالا واحدا ومنه أيضا تعلم كم قتيلا سقط في أحد شوارع سوريا وكم معدما في الصومال لا يجد ما يسد به رمقه في الوقت الذي تكون أنت فيه شربت كأس اللبن المنعنع بعد وجبة غداء دسمة فتتمدد في مكانك دون حراك، ومع هذا يطغى خبر الريال على كل الأخبار. نسي الناس أن الألبان كانت في يوم ما بتسعة ريالات ثم انخفضت إلى السبعة وها هي تعاود الارتفاع كلنا ندرك أن هذه الأمور لا تأتي بقرار مدير مصنع أو صاحب مؤسسة وإنما تتدخل فيها معطيات اقتصادية كثيرة لن أخوض فيها لأني لا أفهمها، ولكن هل ارتفعت الألبان وحدها لقد تبعتها الآن أسعار السكر ونسبة الزيادة فيه تصل إلى 14 بالمائة ولكن لأن اللبن أعز وأكثر قربا لكل الموائد وأكثر فائدة من السكر الذي يحاربه الأطباء فقد تركزت الأخبار والتعليقات حوله بعد أيام لحقت الصافي بالمراعي وصدقوني الحبل عالجرار وستلحق بهما الشركات الأخرى. تلك المصانع تتأثر بالحركة الاقتصادية العالمية ولهذا نستسلم ولكن لدى خروف في (حوش) منزلي أغذيه من بقايا طعامي وإذا تكرمت عليه أحضرت له حزمة (جت) هذا الخروف اشتريته بخمسمائة ريال ولكن لأن رمضان قريب قررت بدون أن تمسني ولا تمسه الحركة الاقتصادية من قريب أو بعيد، أن أبيعه بألف ريال.يحق للمواطن أن يستصرخ وزارة التجارة وحماية المستهلك رغم أن محاولاته تضيع هباء فلا يسمع إلا صدى صوته وكأنه ابن الزوجة الثالثة الذي يستعين بالزوجتين الأولى والثانية لوالده ولم ولن يجد استجابةناهيك طبعا عن أسعار المواد الأخرى التي خزنت في مراكز التموين ومستودعاتها حتى لا يفرج عنها إلا في رمضان وبسعر مرتفع يضمن للبائع أرباحا مضاعفة هنا يحق للمواطن أن يستصرخ وزارة التجارة وحماية المستهلك رغم أن محاولاته تضيع هباء فلا يسمع إلا صدى صوته وكأنه ابن الزوجة الثالثة الذي يستعين بالزوجتين الأولى والثانية لوالده ولم ولن يجد استجابة، ومع هذا يظل الناس لا يتحدثون إلا بالريال الذي زاد والريال الذي نقص وهو لن يشعر فيها لو كان للتجارة الداخلية من يسيطر عليها. قبل أيام دخلت إحداهن قادمة من سوق الخضار وهي تشتم مركز الخضار التابع للسوبر ماركت القريب منها وتقارن قائلة: كيس البطاطس بعشرة ريالات وهو يبيعه لنا بثمانية عشر لو سألته لقال تكلفة البنزين والنقل من السوق إلى المحل وفي النهاية (كله يلعب على كله) والجيوب المهترئة تئن وما من مجيب.