أميركا لم تستخدم إلى هذه اللحظة أي عبارة شديدة تجاه سورية بخلاف ما انتهجته مع مصر وتونس وليبيا واليمن، والسبب ببساطة أن ثمة مصالح وتقاطعات كبرى في السياسة تمنع أميركا من ممارسة أي ضغط حقيقي ضد النظام السوري مدينة حماة السورية لها تاريخ مع النظام البعثي فمجزرة حماة: هي أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري ضد المعارضة في حينه, وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة. بدأت المجزرة في 2 فبراير عام 1982 م واستمرت 27 يوماً. حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً, وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة! اليوم وبعد مرور ما يقارب 30 عاما على تلك المجزرة التي قادها في ذلك الوقت رفعت الأسد شقيق الريئس السوري حينها حافظ الأسد، اليوم يعيد التاريخ نفسه لكن من خلال معطيات وآليات وشعوب مختلفه صحيح أن هناك تشابها، حيث إن المظاهرات التي شهدتها حماة تعد الأضخم منذ اندلاع الاحتجاجات في سورية وشقيق الرئيس السوري ماهر الأسد هو من يقود الحملات القمعية إلا أن العالم اليوم يعج بوسائل الاتصال وطرق التعبير وآليات الاحتجاج التي لم تكن موجودة قبل 30 عاما والإرادة الحقيقية في التغيير إلى الأفضل من قبل هذه الشعوب التي ظلت عقودا وهي تنتظر وعودا ولم تر منها شيئا. رعشة الموت هي تلك الانتفاضة والنشاط التي تنتاب المريض قبل موته لحظتها يدرك الكثير من المرضى أنهم في لحظاتهم الأخيرة ويقومون بعمل ما كانوا يتمنون عمله وتمنعهم نفوسهم الضعيفة. ما يحصل في سورية هو شبيه برعشة الموت التي لا يتعظ منها صاحبها فيصلح ما أفسده النظام على مدى أربعين عاما! الرئيس بشار الأسد كان إلى خطابه الثالث محل أمل لإنقاذ الوضع من خلال قدرته على الانتفاضة على الحرس القديم من حزب االبعث والذي يسيطر بشكل فعلي على مجريات الأمور في سورية ويقود سورية إلى كارثة حقيقية بسبب العقلية القديمة القائمة على القمع والقوة التي انتهجها حزب البعث منذ توليه السلطة. الوضع السوري لايزال يعمل في ظل الفرصة الأخيرة التي تعطيها الولاياتالمتحدة له في كل مرة للخروج من هذه الدوامة لكنه في كل مرة لا يستطيع أن ينفك عن حقيقة هذا النظام المترهل الذي قاد سورية طوال السنوات الماضية إلى عزلة وفقر من خلال التغني بشعارات ليس لها وجود على أرض الواقع (الممانعة) والصمود في وجه العدو الذي يبدو أن هذا العدو اتضحت ملامحه من خلال 1300 قتيل من أبناء سورية ذهبوا نتيجة قمعية رجال الأمن. الولاياتالمتحدة الأميركية لم تستخدم إلى هذه اللحظة أي عبارة شديدة تجاه سورية بخلاف ما انتهجته مع مصر وتونس وليبيا واليمن، والسبب ببساطة أن ثمة مصالح وتقاطعات كبرى في السياسة تمنع الولاياتالمتحدةالأمريكية من ممارسة أي ضغط حقيقي ضد النظام السوري. سورية صحيح أنها معقدة باثنياتها وطائفيتها إلا أنه ليس بالضرورة أن يتكرر سيناريو العراق في سورية، أميركا خائفة والدول العربية متحفظة والنظام السوري ليس عنده أي مجال للإصلاح، وإنما يحاول أن يغالب الوقت ويستثمر الزمن في صالحه من خلال الحلول الأمنية، لكن الحال ليست هي الحال في السابق فمجزرة حماة في الثمانينات لم يعلم بها العالم إلا بعد أسبوع من وقوعها واليوم تركيا تلعب بشكل قوي وحاضر في المنطقة وصرحت بأنها لن تسمح بمجازر للنظام السوري لكن النظام فهم الرسالة وقام بتقسيم المجزرة على ما يبدو إلى مراحل! فهل يتحرك العالم ليوقف النظام الدموي في سورية ويخضعه للحوار على أقل تقدير والحوار الحقيقي وليس حوار الفنادق المدفوعة والمهاترات الإعلامية.