خلال الأعوام الثلاثة الماضية تبرع عدد من الأثرياء لإنشاء «كراسي» علمية في الجامعات لدراسات تختص بالحسبة وتطويرها خاصة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكنا استبشرنا بهذه الدراسات توقعا بأنها ستؤدي إلى تطوير العمل في ذلك الجهاز وتحديثه، بل وتوقعنا من هذه الدراسات المصروف عليها بكرم أن تنتج مناهج وخططا لتطوير رجال الهيئة من عملهم التقليدي المتصف من قبل بعضهم بالعنف والشدة في الدعوة إلى ابتكار وسائل ومناهج حضارية معاصرة، لكن مع الأسف طال الأمد ولم نسمع أو نعلم عن نتائج لهذه «الكراسي» الجامعية المكلفة، ويبدو أنه ما زال الدارسون والباحثون فيها يدورون في حلقة مفرغة أو متعثرين في صعوبات لا مبرر لها، نعرف أن الدعوة والتوجيه صارت لها دراسات حديثة علمية وقواعد وأصول تطبق وتدرس في أوروبا وأمريكا، فماذا يعيق القائمين على هذه الكراسي من تطبيق أو الاسترشاد بالمنهج العلمي الحديث لتحقيق الأغراض التي أنشئ لها وأنفق عليه، والمسألة يجب أن لا تكون مجرد حملة دعائية ومكافآت لأن ضرورات العصر تتطلب تطوير جهاز هيئة الأمر بالمعروف ليس إداريا بل سلوكا ووسائل، وأن يكون فعلا بالمعروف وأن يدرب موظفوه على السلوك العصري المرتبط بحقوق الإنسان، نعم.. إنه سؤال يوجه للجامعات وللمتبرعين ولرئاسة الهيئة.. أين الدراسات؟ أين النتائج؟ أو أن «سعيد سف الدقيق».