سوف يقضي رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان نصف إجازته في المملكة والنصف الآخر خارج المملكة، وذلك حقه الخاص، وليس عيبا أن يقضي رئيس هيئة السياحة جزءا من إجازته خارج المملكة كما قال في حواره مع «عكاظ» يوم الأربعاء الماضي.. لا تعنينا هنا خصوصيات رئيس الهيئة بقدر ما تعنينا بعض الإشارات الهامة التي ذكرها خلال الحوار، ومنها: ** لا يمكن أن نزايد على المواطن ولا يمكن أن نجلب السائح بالتغني على الوطنية لأن من حق المواطن أن يسافر ويبحث عن الراحة والرفاهية إذا لم يجدها في بلده.. ** من غير المعقول ألا يجد المسافر مقعدا على خطوط الطيران وأن تنقطع المياه في فنادق ومنتجعات جدة، أو تضرب أزمة المياه صيف أبها..، لا بد من جهد يبذل من كل مؤسسات الدولة تعززه إرادة قوية من القيادة.. ** السياحة لم تعد تفضلا أو صدقة على المواطن، بل هي حق مشروع وأصيل. ومن الخطأ الجسيم أن نرى السائح السعودي يذهب إلى دول مجاورة بحثا عن خدمات سياحية ولا يتم تأمينها في بلده.. وبإمكانكم الرجوع إلى عدد الصحيفة لقراءة بقية تفاصيل الحوار الجريء الصريح الذي يدل على أن رئيس هيئة السياحة لم يعد قادرا على تلميع وضع يعتريه خلل كبير ليس باستطاعة هيئته وحدها إصلاحه لأن كثيرا من مؤسسات الدولة مسؤولة عنه.. وحين يتحدث الأمير سلطان عن أزمة الطيران وعدم وجود البدائل، وعن أزمة المياه كمثال على تعطيل السياحة الداخلية فإنه يتحدث عن أزمة حقيقية تعطل سير الحياة طوال العام وليس في الموسم السياحي فقط. وحين يشير إلى الخدمات السياحية غير المتوفرة فإنه أيضا يدفعنا إلى القول بأن كثيرا من الخدمات العامة، وليس السياحة فقط، غير متوفرة أو متوفرة بصورة سيئة أتعبت الناس وجعلت حياتهم معاناة مستمرة في كل الفصول والمواسم.. وإذا حلمنا بأن هذه الخدمات ستتوفر بشكل جيد في يوم ما فإننا لا نضمن زوال عوائق أخرى ربما تكون أهم من الخدمات، في مقدمتها أو أهمها ثقافة التنكيد على السائح في الداخل بالمضايقات والتلصص على الخصوصيات والتدخل في خياراته الشخصية، مما يجعله يشعر بالحصار النفسي الذي يفقده أي إحساس بالمتعة والبهجة.. توكل على الله يا سمو الأمير وتمتع بإجازتك في الخارج، ولا تجعل ملفات السياحة الداخلية تنكد عليك وقتا ثمينا لك ولعائلتك.