يعتقد البعض أن الإجابة على عنوان المقالة سهلة ولكنها ليست كذلك، هي أشبه ما يكون بحل ألغاز، أو البحث عن مجهول في رمال متحركة، إنه عقل يعمل دون رؤية واضحة حيال المستقبل، ودون رؤية واضحة حيال الأجيال القادمة، والتنمية. هو ذات العقل الذي أغلق مسامات التفكير لدى المرؤوسين، ويعمل بطريقة بيروقراطية طاردة للإبداع والابتكار، هو ذات العقل المتغلغل في السالب من الصفات والعمل بما تعارف عليه إداريا وهو ما قلل من فرص الريادة والانتقال إلى مصاف العالم المتقدم. العقل الإداري السعودي بحاجة إلى تفكيك لمعرفة العوامل التي أثرت على ممارساته، والتناقضات التي تعتريه، وربما السؤال المنطقي ما هي العوامل التي شكلت معالم ذات العقل؟ هل وصول العديد كمديرين كان نتيجة للمنافسة غير الشريفة أو الواسطات والعلاقات الشخصية أو المعارف أو صلة قرابة؟ أم لثقافة المجتمع ومورثاته الاجتماعية دور في تشكيل العقل الإداري السعودي؟ الحق يقال ربما يكون لها تأثير ولو بشكل جزئي في تكوين سمات العقل السعودي، لذلك من المهم جدا قراءة الواقع الاجتماعي في المملكة والبحث عن الأسباب التي عمدت إلى تقليل فرص الإصلاح والريادة، وهو بلاشك دور مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات البحثية لحساب الفاقد الناجم عن الممارسات الإدارية في القطاعين العام والخاص وتأثيرها على فرص نهضة المجتمع واستفادة الوطن من القدرات المتواجدة في أرجائه. بعض الإداريين لا تنطبق عليه ما ذكرت، ولكنها تنطبق على شريحة واسعة، تلك الشريحة هي من غيب فرص الإبداع والابتكار والريادة في الوطن فمتى تقيم؟ ومتى ينعم الوطن بإداريين قادرين على خلق بيئة إنتاج وإبداع نوعية؟.