وجدته يتصبب عرقاً.. وهو يضرب بعصبية على جهاز الكمبيوتر الخاص به.. استوقفته.. ما بك يا رجل.. لم أرك معصباً ومقطب الجبين منذ سنوات؟.. قال: أبحث عن رحلة مناسبة في هذا الصيف، وكلما أوشكت أن أحجز تغير سعر التذاكر إلى أعلى وحجزت المقاعد وضاقت الخيارات!! قلت: لا وجود للخيارات هذا العام.. فالدول العربية غير مستقرة وأوروبا تشكو من المرض الجديد، الذي أرعب الناس لتناقض أقوال الأطباء حوله ولانتشاره بالعدوى.. ومع كل هذه المصائب لم تعمد خطوط الطيران ولا الفنادق لتخفيض أسعارها.. بل زادتها إلى حد غير معقول!! وهنا توقف صاحبي عن تكرار ''الخبط '' الشديد على جهازه وسأل: ماذا نفعل؟! قلت: الحل بسيط وهو أن تلغي من تفكيرك هذا العام.. فكرة السفر.. واكتب لوحة كبيرة ضعها في وسط منزلك أمام الزوجة والأطفال ''يجوز الصيف بلا سفر''!! وهنا ابتسم وانفرجت أساريره قائلاً: وأضيف لها أيضاً ''ويجوز الصيف بلا ديون'' وأسر لي بأنه كان ينوي البحث عن سلفة لتمويل رحلة الصيف كما هي عادته في كل عام.. وتذكرت هنا مقالاً للزميل خالد السليمان قبل أسبوعين أو ثلاثة.. في جريدة ''عكاظ'' يستنكر فيه أن يستدين الشخص للسفر في الإجازة!! وأتذكر أني كتبت في مثل هذا الوقت من العام الماضي ''ربما تحت العنوان نفسه'' بأن الإجازة يمكن أن تكون بتغيير روتين يومك وليس بالضرورة أن تكون بتغيير المكان، وأضيف أن مدننا أصبح بها الكثير من الفعاليات الصيفية التي قد تكسر الروتين اليومي حتى لو سكنت مع عائلتك في فندق بالمدينة التي تقيم فيها نفسها لبضعة أيام ويبقى بعد ذلك السبب غير المقنع للسفر لدى البعض وهو كيف يجيب أبناؤنا عن سؤال مدرسيهم وزملائهم (أين قضيتم إجازة هذا العام؟!)، وهنا أدعو الإدارة التعليمية إلى التوجيه بالتشجيع والتصفيق لمن يجيب بأنه قضى إجازته في ربوع بلاده بدل أن يستمر التفاخر بقضاء الإجازات في أوروبا وأمريكا وغيرها من بلاد الاصطياف العالمية!! وأخيراً: هذه ليست دعوة للانغلاق، فالسفر فيه خمس فوائد.. وقيل إنها زادت في هذا الزمن، لكن التعقل في الصرف وبالذات بالنسبة لغير القادرين أمر مطلوب والأخذ بخيارات السياحة الداخلية بعد أن تحسنت مرافقها.. بتنظيم وإشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار فكرة جيدة.. لكن تبقى ''الخطوط السعودية'' عصية على التنظيم والتطوير، ولذا فإنها أكبر معوق لنمو السياحة الداخلية.. ومن أراد التأكد فليسأل عن الحجوزات هذه الأيام.. لأي وجهة كانت ثم يقرأ إعلانات «السعودية» الملونة.. وكأنها تشكو من الكساد!! عدم تواجد المرور في الشوارع لوحظ أخيرا عدم تواجد المرور في الشوارع.. فهل معنى ذلك أنه اكتفى بكاميرات ''ساهر''، التي لا يمكن أن تكشف جميع المخالفات.. كما أن فك الاختناقات وما أكثرها في مدينة الرياض يتطلب ضابط مرور يترجل ويتصرف ويساعد كما كانت الصورة في الماضي.. ومن المخالفات المزعجة طريقة وقوف بعض السيارات على الأرصفة وبشكل مائل ومعوق للحركة.. ويعود صاحب السيارة ماشيا على مهله وكأنه لم يفعل شيئاً مخالفاً ولم يعطل الحركة المرورية ساعات طويلة وهكذا فإن من أمن العقوبة أساء الوقوف وارتكب المخالفات بلا حدود!!