وهؤلاء قالوا بهذا . . البنوك والاتصالات والكهرباء والتجار والفنادق وشركات تأجير السيارات والمطاعم . ويشرفني أن أكون عميلاً لوطني . أتحدث باسم الفقر والفقراء . أخبره بتعب الناس والمرضى وأصحاب الحاجة والتقصير والانتهازيين ورافعي الأسعار تبعاً للزيادات البسيطة في دخول الناس . * نعم أنا عميل . . لكل صوت يتحدث معي أو قلم يكتب لي أو متظلم يشكو لي فإذا بي أشكو إليه . أو عاجز عن الوصول لحقه . . ولدي قناعة بأن هناك من يستمع إليَّ وأستمع إليه بشرف وصدق فأقول لمن يهمه أمري وأمره . ها أنا أشير بقلمي وقلبي إلى تعب أو حاجة . * أنا عميل لوطني . . لا أصفق له بهبل ولا ابتسم له وأنا أتضور جوعاً أو أتألم أو أتظلَّم ولا أقبل بمن يساومني عليه أو يخونه . . وإذا كانت العمالة أن تقول الحقيقة ف( أنا عميل ) . وإذا كانت العمالة أن تقول كلمة حق فأنا وبشرف عميل . . وليس فقط بشهادة أو خطاب شكر أو تنبيه أو اعتذار من تافه ينبهني إلى سداد فاتورة والاستعجال بذلك وإلا فإنه يعتذر عن قطع الكهرباء عن بيتي أو الخدمة من هاتفي أو تحويلي إلى الحقوق المدنية أو اضطراره إلى وضع اسمي في القائمة السوداء بمؤسسة النقد ليثرى الكثير وأفقر وأتألم وأتوجع أنا وغيري من البسطاء . * نعم . . أعترف . . أنا عميل . يشرفني التخابر والتعامل مع المظلومين والموقوفين والمرضى والمهدرة حقوقهم والواقفين في طوابير الفزعة والشرهة والهبة . من أبناء وطني وكذلك في أروقة المحاكم وكتابات العدل والبلديات * نعم . . أعترف . . أنا عميل . . . للكلمة الصادقة الهادفة البريئة السليمة . ولا أملك إلا ورقة وقلما ويداي فوق الطاولة ولا أجيد استخدام المسدس أو إشعال ( طرطيعة ) . . وأنا أساند كل ما يقوله خالد السليمان ومحمد الرطيان وإبراهيم نسيب وكل قلم شريف لا يثرى مؤقتاً ويبقى في الجانب الأسود من ذاكرة الناس . * أرجوكم . . قدموني إلى محاكمة عادلة . . تعتبر احترام الوطن جريمة والبحث عن الحقيقة جريمة والترافع عن دموع الناس جريمة وقول كلمة الحق جريمة والتنويه إلى ضعف جريمة والإشارة إلى خلل جريمة. * بصراحة . . يشرفني أن أكون عميلاً للفضائل والقيم والحب . . . وليس عميلاً يتحدث اليَّ أصحاب المكاسب والنسب المئوية والفواتير بعبارة عميلنا المحترم . . نود إشعاركم بأنه صدرت فاتورتكم بمبلغ كذا . . رجاء السداد وإلا ! ! ! . . * نعم . . أنا عميل لبلدي أقاتل القصائد البلهاء والآراء البلهاء والأطروحات البلهاء والأحاديث والكلمات والتهاني وخطابات الشكر والدروع والإعلانات التي يثرى بها أصحابها ويدمى بها الوطن . . . ورزقي على الله.