تاريخيا تعتبر مناشدة المعلمات أمام مباني وزارة التربية في عدة مناطق، فريدة من نوعها، وظاهرة أقدرها على أنها أهم مفرزات الطموح على مفاهيم وقناعات أكدت صفحات التاريخ جدواها. اليوم لا يتزوج الرجل من فتاة متفرغة لتكون (ربة منزل) لم تعد فكرة القوامة سائدة بالمفردات ذاتها بحيث يكفل الآباء بناتهم، ويبني الكثير من الشباب معايير جديدة قائمة على أساس الأبعاد الاقتصادية التي تربطه بشريكة العمر من حيث تقاسم أبعاد القروض والأقساط، العامل الاقتصادي وفرط الاحتياج يدفع الناس إلى الخروج عن (سمتهم). تغيرت وتبدلت الأحوال وفي شكل جذري وما يزال التخطيط (على مستوى وطني) مترهل في مواجهة التحديات والطموحات، اعتبرها مرحلة الحصاد (المر والعلقم) بامتياز وأفرزت لنا عناوين وتغطيات الصحف خلال فترة قياسية وفي شكل عشوائي الحقائق التالية: ** أن الأزمات تعيد إنتاج ذاتها وتواجه بمنتهى العشوائية وبذات الأدوات غير المجدية ويتم تشكيل لجان يبدو أنه تم تشكيلها لإدارة إحدى الأزمات السابقة.. وهكذا رحلة ممتدة من الأزمات المتلاحقة بدون حلول جذرية. ** «معلمات بديلات لسن على رأس العمل= 4 آلاف سيدة وفتاة».. المتحدث الرسمي لوزارة التربية قال في ما يتعلق بهن: المعلمات البديلات اللواتي ممن لم يكن على رأس العمل وقت القرار الملكي، ستتم دراسة وضعهن، (ضمن بقية البنود)، الوزارة تدرس إجراءات التثبيت كاملة، وسيعلن عنها قريبا، وجار التنسيق مع الجهات المعنية لاستكمال جميع الإجراءات..! ** هل نصدق أن جيلا أو شريحة لن تخرج للمطالبة ب (س) .. أو (ص) من المطالبات التي تنتج من مواقف وقرارات تؤطرها علامات استفهام بحجم ساعة (مكة) وهي كامنة في حكاية «معلمات رياض الأطفال بالجبيل، معلمات (التعاقد الموسمي)، وكيف تم الالتفاف بعد طي صفحة بندي «محو الأمية المسائي» و«البديل» لدى معلمات ومعلمي وزارة التربية والتعليم والانتهاء من أمر «التثبيت» بأمر ملكي يقضي بتثبيتهم، ظهر نظام «التعاقد الموسمي». ** (ضمن بقية البنود) جملة توحي بحجم الالتفافات التي (تتكلكع) لاحقا وتتحول إلى سجن (لفئات وشرائح تكابد) حتى تنفجر ويكشف عنها الإعلام لاحقا..! هو محيط تتلاطم أمواجه من خريجات تعليمنا (بأطيافه).. لا نطالب مرفقا واحدا في الدولة بتحمل مسؤولياته تجاههن (منفردا) لأنها أزمة تكدست ناتجا ذلك من غيبوبة الرؤية الاستشرافية لما قد يحمله المستقبل لمخرجات التعليم العشوائية.