عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف - اليوم السعودية الواقع يشهد كثيرا من الصراعات والتنازعات على كافة المستويات ولنقل أقلها على المستويين الفكري والنفسي حيث إن أسلحة وأدوات هذا الصراع لم تعد أسلحة متطورة أو سلاحا أبيض بل هو سلاح الكلمة والمعلومة من خلال أدوات الإعلام بأشكاله ومنها القنوات الفضائية التي تقرب البعيد وتبعد القريب والتي امتلأ معظمها بالغث والقبيح وقليل منها اشتمل على ما ينفع .. عن النشاط السياسي بسبب ما أنتجته رحى الثورات و الاحتجاجات أظهرت وجها قبيحا لحقيقة كثير من وسائل الإعلام التي دعمت الجهل وضللت وقلبت الحقائق ومارست كل الأساليب و لفظت الأكاذيب هنا وهناك وشوهت صور الآخر ، رأينا قنوات ناطقة بالعربية تأتينا من دول ومناطق لا تنطق العربية في أساسها ومنها إيران التي بثت ودعمت كثيرا من القنوات الناطقة بالعربية لإبراز مبادئها وأفكارها وتوجهاتها وكذلك لتعزيز تأثيراتها في المنطقة خدمة لتصدير ما لديها من مشاريع سياسية مخطط لها. وأثارت نقع الإشاعات ، وبثت كثيرا من المعلومات المغلوطة والمفبركة والمقلوبة .. من هنا صارت القنوات مثل جبهات دعائية تنافح لأجل من يدعهما وتدعمه فكانت موجهة لتمرير كثير من الرسائل السياسية أو الكيدية أو تحريك الرواكد هنا وهناك بكل طاقات الجهل والتجني والتطفل .. فانتشرت قنوات موجهة ومبثوثة بلغات مختلفة ومقصودة لبلاد محددة أو دول وشعوب معينة .. فرأينا قنوات ناطقة بالعربية تأتينا من دول ومناطق لا تنطق العربية في أساسها ومنها إيران التي بثت ودعمت كثيرا من القنوات الناطقة بالعربية لإبراز مبادئها وأفكارها وتوجهاتها وكذلك لتعزيز تأثيراتها في المنطقة خدمة لتصدير ما لديها من مشاريع سياسية مخطط لها .. من هنا حقيقة وبسبب ظروف ومتطلبات الصراع الفكري والنفسي بالإضافة إلى إبراز صورتنا الحقيقية والنقية أمام الآخر ودفاعا عن وجوه الحقائق وتصحيحا لكل مغلوط علينا توجب بث وإطلاق قناة ناطقة بالفارسية على الأقل لساعات محدودة أو بداية بتضمين برامج موجهة باللغة الفارسية في بعض قنواتنا كقناة اللغة الانجليزية أو الثقافية او الاقتصادية تأخذ شكلا موازيا وقويا وتسهم في الدفاع عن معتقدات ومبادئ بلادنا وسياستها ، وداعما رئيسا لوجهات النظر .. وأتصور أن على وزارة الثقافة والإعلام وضع تصور ورؤية حول هذا الأمر خصوصا في ظل وجود قناة ناطقة باللغة الانجليزية في زمن لم نعد نحتاج إلى مثل تلك القناة في ظل وجود عشرات القنوات الفضائية المتنوعة الناطقة باللغة الانجليزية .. فالحاجة لتلك القناة انتفت في وقتنا الحاضر والمنافسون تعدوها بمراحل. ختام القول: هناك ترابط وثيق بين سياسة الإعلام وبين إعلام السياسة فكل طرف متخم بالآخر ومهمة وزارة الثقافة والإعلام في مثل ذلك الصراع الفكري مهمة وطنية وضخمة تتماشى مع حاجاتنا الوطنية للدفاع عن بلادنا فكريا وإعلاميا وثقافيا .. ولاشك ان واقعنا الجميل ، وصورتنا المضيئة ، ومبادئنا الطيبة لن يصل مداها ونفعها إلى الآخر إلا إذا كانت بلغته ومنطق لسانه و مبلغ علمه.