يسدّد الله رمي المؤمنين كما يؤكد ذلك قول الله تعالى " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى". وليس صحيحاً أن المسلم مسؤول عن العمل وليس عن نتائجه، لأنه مطالب بتحري نتيجة عمله فإن كان فعله للخير قد يترتب عليه أذى لم يجز العمل. في مقابل تلك الصورة الجميلة لوقوف الله مع عباده هناك صورة أخرى للجماعات الإسلامية المتطرفة في العصر الحاضر تدل على أنهم أبعد من أن يُشملوا بولاية الله بإذنه. لقد اختارت تلك الجماعات العسر على اليسر، والتنفير بدل التبشير. وخالفوا بذلك سنة رسول الله الذي يختار من الخياريْن أيسرهما مالم يكن أثماً. كما خالفوا أمره بالتبشير والنهي عن التنفير. اختارت الجماعات المتطرفة القتل بدل الدفع بالتي هي أحسن، وفي ذلك مخالفة لصريح القرآن. حملت السلاح ووجهته للوجهة الخاطئة، فجلبت الدمار على كثير من البلاد الإسلامية، وقتلت المسلمين، وروعت الآمنين، وقطعت الطريق، وأفسدت في الأرض. أمثلة كثيرة على تلك الجماعات: القاعدة وطالبان في أفغانستان. قاعدة اليمن والجزيرة العربية. فتح الإسلام في نهر البارد بلبنان. الجماعة الإسلامية في الجزائر. مقاتلو العراق بأسماء شتى. والجماعة السلفية في غزة. وجماعات أخرى ستظهر في كل مكان كأنها رؤوس الشياطين. لقد رمت تلك الجماعات وأكثرت الرمي، ولكنها لم ترم محتلًا ولم تدافع عن الفلسطينيين، ولم تحرر أرضاً. بل كان رميها وبالا على المسلمين وديارهم. إن صورتهم مخالفة للطائفة المنصورة بحيث يمكن أن نقول إنهم رموا ولكن الشيطان رمى. لقد حان الوقت التي تراجِع فيه تلك الجماعات مسلكها ونهجها وتعود إلى جادة الصواب عسى الله أن ينفع بهم.