إننا لنخطي أفدح الخطأ إذا سخرنا من اعتقاد الإنسان الأول بالخرافات ، أو من سعيه لترويض الطبيعة عن طريق السحر والعرافة وما شابهها ، فساحر القذافي الذي توعد امريكا واوروبا وتركيا بالزلازل والمصائب عن طريق الاستعانة بالجن لم يمثل انحرافا أو علة في التفكير، ولكنه قدم دليلا قاطعا على هيمنة هذه الفكرة على ذهن الانسان من أول عصره إلى هذا اليوم . وفي كتاب روث بندكت "أسس الحضارة" مثال واضح على اعتقاد البشر بقوة السحر ، فعراف بجزيرة دوبو يصيب أعداءه دائما بمرض مهلك ، مثل ما يريد اليوم ساحر القذافي ، فالساحر الأوربي له باع طويل في إنزال الأذى بالأعداء ، فإن أراد التأثير على عدوه نجده يقلد مقدما عذاب المراحل الأخيرة للمرض الذي يبتلى به الشخص المقصود ، فينكفئ على الأرض ويصيح متشنجا –مثل ما يعمل مسحورونا عندما ينفث عليهم أحد المقرئين- لأنه بعد ذلك وحده، وبعد التقليد لآثار المرض يمكن للرقية أن تحدث أثرها. ساركوزي تمكن من معرفة عملية تبطل سحر القذافي وتصيب العدو بمرض مهلك ، وهي عبارة عن تعويذة تستخدم للابتلاء بمرض الجانجوازا ,هو مرض خطير يأكل لحم الإنسان كما يأكل الطائر أبو قرن الذي أطلق اسمه على هذا المرض، والتعويذة الفرنسية يمكن أن ترسل مع قوات الناتو وترمى داخل باب العزيزية وهي مخصصة للقذافي فقط وليس لأبنائه ومكتوب بها: أباقرن ياساكن سيجا سيجا في قمة شجرة لوانا قطع قطع ومزق من الأنف ، من الصدغين من الحلق من الردف من عظمة اللسان من الرقبة من السرة والظهر والكلى والاحشاء قطع ومزق انه في (زنقة) ينكفئ منحنيا ، ينكفي ممسكا ظهره .. نائحا صارخا ونحن ما علينا إلا الانتظار لنشاهد أي السحرين أقوى، السحر الأوروبي أم السحر العربي، وهما بهما من الخبث والمكر ما يبيد الأرض ومن عليها ، فالساحر الأوروبي والساحر العربي كلاهما يعيشان على حساب المرض والموت ، فلم يكن انتصار أحدهما على الآخر إلا نهاية للشعب الليبي أو بداية نهايته، ولا أمل بعد الله إلا بإيقاظ ضمير الإنسان في كل العالم وبالشعب الليبي الطيب الذين هم رسل السلامة وملائكة الرحمة. ندعو أن يبطل الله سحر الدجالين.