أشبه ما تكون بمنازلة تختار فيها فرنسا التوقيت وتختار ساحة المنازلة وتحشد من خلال ذلك الآليات التي تجعلها تنتصر في كل واحدة وصولاً إلى تقليص حضور المسلمين في فرنسا. كان النقاب أول الأمر ولم يكن ليصل التصويت إلى ما وصل إليه لولا الحشد المنظم في وسائل الإعلام مقروءة ومرئية ولولا توظيف مشاهد إما أن الإعداد تم لها مسبقاً أو هي من الأخطاء الشائعة عند بعض المسلمين. والآن يجيء حظر أداء الصلاة في الأماكن العامة كالشوارع والساحات والمباني، وفي ذلك تضييق شديد على المسلمين أشد من النقاب لأمور لا تخفى. المساجد لا تستوعب المصلين إلا أن تؤدى الصلاة على دفعات، كذلك حلول وقت الصلاة في الوقت الذي يجد فيه الشخص أن أداء الصلاة في أي مكان هو الأنسب حتى لا تخرج عن زمانها. يضاف إلى ذلك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً» فمن أدركته الصلاة في أي مكان في الأرض أو البحر أو بين السماء والأرض فيكفيه التيمم وأداء الصلاة «فأينما تولوا فثم وجه الله». المرجعية الإسلامية الواعية المستقلة في فرنسا هي المسؤول الأول عن الدفاع عن هذه القضية وغيرها، كما أن «رابطة العالم الإسلامي» و«منظمة المؤتمر الإسلامي» مسؤولتان عن اتخاذ مواقف تسهم في التخفيف من الضغوط الفرنسية على المسلمين ضماناً لحرياتهم وحفاظاً على مشاعرهم من الاستفزاز. كما أن الحديث بدأ عن تقليص الأعمال التي تحتاج إلى أجانب، ومن البدهي القول إن هؤلاء الأجانب هم المسلمون، وهي وسيلة أخرى لتجفيف وجودهم، وربما تستفيد بعض دول المنطقة هنا -إن كانت جادة- في تجربة هذه السبل للاعتماد على اليد الوطنية. الضغوط والاستفزاز الديني هما ظاهرتان من ظواهر الإرهاب.