د. خيرية إبراهيم السقاف - الجزيرة السعودية قناتان فضائيتان استحدثتا مؤخراً في الفضاء المحلي.. هما إضافتان من حيث اختصاصهما.. القناة الثقافية، وقناة السنة النبوية الشريفة.. الأولى متنوعة البرامج، محدودة الأفكار، إذ تدور برامجها في موضوعات الثقافة المحلية، ومكانك سر، لا تنفتح على ثقافات الآخر، إلا لماماً، كما يمر الشريط أمام العين، تكرر أفكارها، تُكثر من مذيعيها ومذيعاته، حيث تبعدُ فقرات برامجها المتشابهة الفكرة من مناطق المملكة الأربع, وهي في هذا الجزء من أهدافها ومسارها على حق لشمولية الأنشطة والأفكار وتعددية مناطق ومصادر الإبداع والثقافة باختلاف مناحيها، غير أنها وإلى الآن لم تضرب بعيداً في مسار التدريب، ولا حسن اختيار من يتقن الحوار، ويجيد ابتكار الأفكار، ويلم بمضامين من، وما يقدم معه، وعنه،.. فتأتي برامجها قاصرة، ويظهر مقدموها على بضاعة غير سمينة ثقافةً ولغةً وإعداداً وحضوراً، اللهم إلا ثلة قليلة، إن تميزت في جانب، خفت ضوؤها في جوانب... لذا فإنها تحتاج إلى كثير من الجهد لإعادة التخطيط، وحسن الاختيار، وضرورة التقارب مع خبرات القنوات التي سبقتها في عالم تداخلنا معه حذو القذة بالقذة... أما القناة الأخرى فهي قناة السنة النبوية،.. إذ لم نجدها تقدم إلا قراءة للأحاديث النبوية الشريفة، دون أن تعمل على تقديم برامج تبث الوعي بين العامة وتكون منبراً لإحياء علوم الحديث النبوي الشريف، وكل ما حوله من موضوعات خاصة بالتوثيق، والترتيب، والصحة والوضع، وتنبيه المستمع لمصادر استقاء المعلومة عنه، وعن المحدثين والتعريف بهم, ومنازلهم، وتواترهم.. والقضايا المتعلقة بالسنة النبوية، إذ لا أظن أن الهدف من قناة بكل ما تحتاج إليه من إمكانات وإخراج وإعداد وإشراف هو مجرد إذاعة تسجيل صوتي لقراءة الأحاديث بخلفية صورة واحدة صامتة لأحد المسجدين المكرمين في مكة والمدينة. ثم هناك سؤال يلح كثيراً: ما مدى الثقة في صحة جميع الأحاديث التي تقدم فيها، ليطمئن عامة المتلقين لها، بصحتها ومن ثم العمل بها..؟ هل هناك لجنة علمية من الثقات هي التي تقوم بالإعداد؟ ومن ثم بإجازة الأحاديث التي تقدمها قناة السنة..؟ أم هي اجتهاد يخضع لاختيار من يقدمها، تماماً على المستوى ذاته في قناة الثقافية، من جملة مبتدئة من المذيعين لم يعدوا إعداداً تاماً للمهمة ومواجهة الشاشة، سواء بأنفسهم مباشرة كما هو الحال في الثقافية، أو بالصوت فقط كما هو في قناة السنة النبوية ؟.. إذ ليس هناك من إشارة لهذا في شاشتها عند تقديم سرد متواصل من الأحاديث لا تقطعه إلا مواعيد إقامة الصلاة المباشرة..؟ ومن قبل ومن بعد، فإن فكرة وجود هاتين القناتين جيد، وسيكون أكثر جودة وفعالية إن ألتفت إليهما لفتة حرص أن تكونا في مستوى غير هذا. والحديث يمكن أن يوصل بقناة «القرآن الكريم» التي يمكن أن تبث فيها برامج عن التجويد والتفسير وتلقي الظلال على علوم القرآن وقراءاته.. وإلا فبرامج الاستماع ووسائله متعددة ومنتشرة ومتنقلة مع الإنسان، ولا حاجة له لأن يجلس أربعاً وعشرين ساعة أو بضعة منها للاستماع فقط وتكون التكلفة المادية على وزارة الثقافة والإعلام باهظة بقناتين لا تتفاعلان مع موضوعهما البتة هما قناة القرآن الكريم، وقناة السنة النبوية الشريفة. مع تقدير الاجتهاد، وثقة المقصد.