كرة القدم تتقاذفها الأقدام بعد تدريب طويل وإعداد شاق، وتُمارس وفقًا لأصول وقواعد تجعل منها وسيلة من وسائل الرياضة التي تجمع بين الترفيه والتنافس والاستثمار. أمّا معلمات محو الأمية اللاتي تجمّعن في خمس مناطق في المملكة يوم أمس الأول، بما فيها الرياض، فكنَّ أمام «تشاوت» من نوع آخر، بين أكثر من جهة حكومية، ولكنهن لم يكنَّ مثل الكرة في الاستجابة، بل وقفن مطالبات بحقهن في التثبيت أمام بوابة «وزارة الخدمة المدنية». نائب وزير الخدمة المدنية يقول: «لم نتلقَ شيئًا من وزارة التربية»، ومدير عام محو الأمية بوزارة التربية تقول: «لم يأتِ شيء بخصوص معلّمات محو الأمية من ديوان الخدمة المدنية»، ممّا يعني أن الطاسة ضايعة، كما يُقال في المثل العامي، هذا إن كانت هناك طاسة بالفعل، وربما غابت جهات أخرى عن المناورة!!. الإجابات التي تلقتها هؤلاء المعلمات في مختلف مناطق المملكة هي نفس الإجابات البيروقراطية التي يكثر فيها الكلام، ولا تجد فيها ما يفيد، وصاحب أو صاحبة الحق يجدان صدمة نفسية وذهنية من قدرة المسؤول على المغالطة. إن لم يكن هذا هو الفساد، فما هو الفساد إذًا؟ وإن لم يكن الاستهتار والاستخفاف بالحقوق، والتغاضي عن النظام، ومحاولة قتل الطموح بالوعود التي لا تقدم إلاّ المزيد من قتل الوقت، وضياع الحقوق، فماذا يمكن أن يكون هذا؟ ذكرت صحيفة سبق أن مندوبين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانوا هناك، وهي خطوة جميلة في أن تشمل الحسبة الإسهام في المطالبة بالحقوق الضائعة على المواطن والوطن، وأن يكون للهيئة صوت في هذه المواقف.