فاصلة: (إذا كان الحق معلقًا، فذلك يعني أنه ليس ميتاً) حكمة عالمية من الآن وصاعدا على كل مسئول أن يفكر كثيرًا قبل أن يتفوه بكلمة جارحة في اجتماع مع موظفيه أو مع المواطنين فلم يعد أمرًا صعبًا أن يشاهد الملايين ذلك عبر موقع «يوتيوب». نحن اليوم في عالم متغير كل ما فيه متحرك، هو زمن الحقوق والعدالة. هو الزمن الذي يطالب فيه الإنسان بحقه بعيدًا عن الوسائط التقليدية، فقد أدرك أن له صوتًا يستطيع أن يصرخ به للمطالبة بحقه. لم تعد الصور التقليدية حاضرة الآن حيث قبل أن يزور المسئول إدارته يرتّب الموظفين ضمائرهم قبل أدراج المكاتب. وسائل الإعلام الجديد استطاعت أن تكشف كل ما كان مخفيًا. مقاطع اليوتيوب التي صورت معلمات محو الأمية وهن يطالبن بحقهن في التثبيت لم تكن مجرد صور لنساء مجتمعات يتحدثن إلى المسئولين في وزارة التربية والتعليم أو وزارة الخدمة المدنية، إنما كانت صورة واضحة لوجود كيان لأصحاب الحقوق نساء كانوا أم رجالاً. المعلمات لم يجتمعن فقط عند باب وزارة الخدمة المدنية دون أن يسمح لهن بالدخول، لقد تجمعن في أكثر من مدينة وأكثر من إدارة تعليمية، واتجهن إلى الطريق الصحيح حين رفعن هن والمعيناّت على بند الساعات دعوة قضائية ضد وزارة الخدمة المدنية، للمطالبة بتثبيتهن في وظائفهن، والحصول على التأمينات الاجتماعية، واحتساب خدمتهن التعليمية في التدريس، بعد أن رفضت الوزارة ترسيمهن. المرأة التي تطالب بحقها هي أم تعلم - أطفالها دون تلقين - معنى الكرامة في المطالبة بالحقوق. لست هنا في مجال التحريض، فالمطالبة بالحقوق في قنواتها الصحيحة تعتبر حقًا من الحقوق الإنسانية والحقوق التي تضيع هي تلك التي تقاعسنا عن المطالبة بها. [email protected]