ما الذي يحدث؟ وما الذي يحاك في الخفاء لإجهاض جهود سنين من مطالبات المرأة السعودية بحقوقها التي كفلها لها الشارع الحكيم متدثرة بعباءة "السيداو" CEDAW أو وثيقة إلغاء كل أنواع التمييز ضد المرأة التي وقعت عليها المملكة منذ عام 2000، وانضمت إليها حتى قبل كثير من الدول المتقدم ما عكس رغبة صادقة في تمكين المرأة وإعطائها حقوقها، لتكون الألفية الثانية بشرى خير وعدل ومساواة للمرأة السعودية، الأمر الذي شجعها على المضي قدما في المطالبة بمساواتها بالرجل في جميع المرافق وعلى جميع الأصعدة؟ ومنذ عام 2000 وضعت المرأة السعودية قدميها على أول الطريق محفوفة بالكثير من الوعود والمؤازرة الذكورية التي باتت تنادي بحقوق المرأة وتتحدث باسمها وترفع الشعارات تلو الشعارات حتى وصلنا إلى مرحلة"السعوديات قادمات"!! وكان لها خادم الحرمين الشريفين حين وقف بكل شجاعة إلى جانبها، وتجسد ذلك في تلك الصورة التي التقطت في جامعة "كاوست"لتجوب كل الأصقاع معلنة بداية العهد الذهبي للمرأة السعودية. فأين ذهب هذا كله؟ أم أنه كان حلما . . "ومضى كل إلى غايته"؟ ولماذا ندفع نحن الثمن؟ فأي عهد ذهبي ونحن ما زلنا نراوح مكاننا بدءا من المقعد الخلفي للسيارة، وانتهاء بالمقاعد الخاوية في المجالس البلدية؟ ولماذا تجهض كل تلك الوعود والطموحات التي باركها خادم الحرمين الشريفين ووعد بتحقيقها؟ من الذي اختطف فرحتنا؟ لا ننكر أنه قد تحقق للمرأة في عهد الملك عبدالله ما لم يتحقق لها من قبل، إلا أن الانتخابات تمثل مفصلا رئيسيا في أجندة إلغاء التمييز ضد المرأة لأنها ستنسحب فيما بعد على كافة أشكال هذا التمييز. لم أكد أفيق من صدمة تصريح الأستاذ عبدالرحمن الدهمش رئيس اللجنة العامة لانتخابات أعضاء المجالس البلدية الذي قال بالحرف الواحد: "المرأة السعودية لن تشارك في الانتخابات البلدية المقبلة التي ستعقد في أواخر شهر أبريل المقبل" حتى صفعني خبر منع الكاشيرات من العمل في متاجر البيع ، وبالكاد حاولت نسيان مصير الفتيات المحتاجات اللاتي اضطررن للعمل "كاشيرات" قبل أن تكشر في وجوههن العادات والتقاليد، ولو أن هذا الموضوع كان أخف وطأة علي من حرمان المرأة من المشاركة في الانتخابات لما يحمل ذلك من رمزية كبرى تؤطر لكينونة المرأة في المجتمع ودورها في صنع القرار والاعتراف بأهليتها. وهذا يقودنا إلى الحديث عن مصير انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية المرتقبة بعد اكتمال نصاب الجمعيات العمومية الجاري تكوينها. وهنا تذكرت نفسي خلال ملتقى قراءة النص الذي أقامه النادي الأدبي بجدة، وأنا أطوف بالمثقفات الحاضرات من أكاديميات وأديبات، أوزع عليهن استمارات العضوية وأزجي لهن الوعود بأن هناك انتخابات يشاركن فيها بل ويرشحن أنفسهن، وقد يرشحهن أعضاء المجالس لرئاسة النادي مادام وكيلنا الجاسر موافقا! وأفيق على تصريح : تعلمي الطبخ للحفاظ على الخصوصية! صفعة ثالثة!