د. عبدالعزيز جار الله الجار الله - الجزيرة السعودية أحد يجد تفسيراً لما يجري بالوطن العربي. كل ما نعرفه أن هناك زلزالاً ضرب البلاد العربية وتسونامي شعبي مد أصواته ومياهه في أرجاء الوطن العربي... العالم العربي يعيش صدمة أشبه بصدمة العقيد معمر القذافي عندما خرج على شعبه ليقول عبارته الشهيرة: زنقة زنقة دار دار... وحتى من نسميهم بالخبراء السياسيين وأساتذة الإستراتيجيات والمحللين العسكريين وحتى مدعي الكهانة والتنجيم لا يعرفون أي نوع من الفيروسات السياسية التي أصابت الوطن العربي... المعطيات العامة هي أولاً: سقوط واهتزاز الحكومات العسكرية في: تونس، مصر، ليبيا، اليمن. ثانياً: إن أمريكا فشلت بالتلويح والضرب العسكري بأن تحدث تغييراً في الوطن العربي وتسوق الديمقراطبة بالقوة في زمن الرئيس السابق جورج بوش على الرغم من شنها حرباً عربية إسلامية على أفغانستان والعراق. كما فشلت في الحرب الناعمة في عهد الرئيس أوباما الذي رفع شعار الديمقراطية والتغيير. والآن تتهادى وتنهار حكومات عربية وتتحول من أنظمة شمولية إلى أنظمة شعبية دون تدخل أمريكي لذا لا ننسب ما يحدث من تغيير إلى أوباما على الرغم من رفعه لشعار التغيير.. ثالثاً: لا أحد يعرف سر السكون والصمت في إسرائيل رغم انهيار بعض من حكومات الموالاة العربية والممانعة, وإسرائيل لا يصيبها أي ضرر. وقد حاولت إسرائيل في البدء أن تنسب ما يحدث في تونس ومصر إلى الموساد الإسرائيلي لكن الحقائق كذبت سريعاً تلك الادعاءات وأصبح الموساد كذبة من الكذبات الكبرى وأمواج التغيير تجاوزت إمكانيات وقدرة الموساد، فأكبر بطولاتها اغتيال قيادات فلسطينية اعتزلت العمل السياسي كما حدث في اغتيال القيادي (المبحوح) في دبي.. إذاً من المحرك الحقيقي لثورة الشعوب العربية في زمن قصير وسريع؟! هل هي رؤية وفلسفة قصيدة أبو القاسم الشابي: (إذا الشعب يوماً أراد الحياة). أو هل هي تغييرات تاريخية نهاية حقبة (50 سنة) الماضية من بداية الاستقلال العربي من الاستعمار الأوربي وحتى الآن وبالتالي نهاية مرحلة دويلات ما بعد الاستعمار والدخول في مرحلة تاريخية جديدة... الله سبحانه وتعالى أعلم بأسرار وتاريخ جغرافية الوطن العربي الذي انقلب على نفسه وخرج بروح جديدة, وما نتمناه أن يجنبنا الله ويلات الحروب والأطماع والفتن ويجعل بلادنا آمنة ومستقرة يرعاها الإله العلي القدير في ظل قيادة نثق بها لحماية بلادنا