من أربعين سنة قال لي شيخ نجدي وهو يضحك:-لم نكن نعرف طقم الاسنان فإذا ذكره أحد اعتبرناه من زمرة المجانين..وجاءنا شيخ من الحجاز فعزمته وبعد تناول الطعام ذهب الشيخ الحجازي إلى المغسلة وخلع طقم أسنان كان في فمه و نحن لا ندري و لم نره وهو يخلعه,ما كان عندنا إلا مغسلة وحدة تركناها للضيف ياخذ راحته.. وقفزت قطة في البيت فخطفت طقم الأسنان الذي فيه بقايا لحم فرحت به عظم من العظام تعرشه.. كنا خارجين من المقلط ننتظر الضيف ينتهي من غسل فمه ويديه صادين عنه ما نبي نزعجه..انت خابر مغسلة وحدة صغيرة .. لم نر القطة وهي تخطف الطقم وتدلف مسرعة داخل البيت ..ولكن راينا ما هو أعجب..خرج لنا الرجل المسن وهو ادرد بلا اسنان وكنا نعجب من تمام اسنانة اثناء الطعام .. وقال بصوت عال منزعج : -فين القطة اللي خذت اسناني؟! فأصابتنا دهشة بالغة و اعتقدنا الرجل (انجن) وهو يردد بصوت عال ألثغ: -ياابويا القطة فين؟!..خطفت أسناني قدام عيني !..فين ندرت؟!.. وضحكنا غصبا علينا: -وش تقول؟! -باقولك الهرة هربت باسناني! قال له رجل حكيم وهو ينظر فمه الفارغ من أي سن: -وشلون ؟! ....هالحين قطوة تاخذ سنونك!!.. صرخ:ايوه..ايوه..نطت وخطفت أسناني وهربت جوّا البيت!..و اخذتني الدهشة و المفاجأة! و عدم التصديق فلم أسرع أبحث عن القطوة السارقة .. قلت: هه!...نقزت واخذت أسنانك من أثمك؟!.. صرخ و هو يلثغ:أيوا..نقزت فوق المغسلة دي وخطفت أسناني و شردت! قلت وانا متسمّر:لا حول ولا قوة إلا بالله..نبي نفهم يا رجال!..قال:تفهم ايه؟!..بأقولك البسة سرقت اسناني و جرت! فصرنا ننظر لبعضنا! و له.. فهو ضيفنا و عزيز علينا ولكن كلامه ما يدخل عقولنا..كيف قطوة تشيل أسنانه؟؟..كيف دخلت قطوة كاملة في فمه؟؟ و لنفرض انها دخلت – مع ان هذا مستحيل- فكيف استطاعت قطيوة أن تخلع اسنانا كاملة بسرعة البرق؟؟خلع سن واحد يحتاج لرجال و (كلاب) ووجع يشق الراس و دم يملا الفم و هو لا وجع.. ولا دم..و لا الم..لا و لاهوب سن واحد.. سنونه كلها!!..خلع ضرس واحد عندنا أصعب من طعنة سكين. و الاخو يقول ان كل ضروسه انحاشت بها القطوة؟!دارت أسئلة برأسي مسرعة خلتني (اندوش) ما ادري وش أقول فمسكت يده وصرت اسمي عليه فصرخ : -يا ابويا هيا أندر و ألحق بستك و جيب أسناني بسرعة ما أقدر أمشي بدونها!!.. العجيب أن فمه الذي كان مليئا بالأسنان منتظمة كعقد اللؤلؤ صار فارغا كأنه غار مخيف حتى لثته غايرة و حالته حاله!.. و كزني غاضبا روح الحق البسة!.. دخلت على الحريم مسرعا مفزوعا وقلت: - ما شوفتو قطوة في فمها سنون الضيف؟! - قالت زوجتي : وش تقول؟ انت انهبلت؟ صرخت: وين القطوة؟ قالت : في بليس دخلتْ الغرفة!.. دخلتُ الغرفة بسرعة وجدت القطوة الاليفة تقلّب عظاما و كاد يغمى علي حين وجدت العظام أسنانا مصفوفه كنها اسنان ميت مخلوعة..حملت عظمة الأسنان خائفا بسرعة قدمتها للضيف الحجازي ويدي ترتعش أخذها بسرعة غسلها بقوه ادخلها فمة و التفت إلينا محمر الوجه كأنما خرج من معركة.. تنهدت مسكته بيده و قلت: الله يرضى عليك علمنا وش صار والّا جانا الهبال, شرح لنا طقم الاسنان من الألف الى الياء ونحن فاغرو الأفواه. كانت أفواهنا خالية إلا من سنين او ثلاث..بعدها بشهور جانا مركب اسنان و فتح في (الصفاة) في الرياض و تسابقنا اليه نركب طقوم و نقول: أنتبهوا للقطاوه!