العم (ساهر) يتوعد أنه لن يتراجع عما هو عليه، وسيمضي في شق الجيوب حتى لو طلعت (لوزنا) تينا شوكيا من شدة حنقنا عليه.. ولكي لا نلام من الكتاب أو المسؤولين الذين يدعون أن نظام ساهر هو نظام حضاري، سنقول إن الأنظمة المنظمة تأتي متسقة مع أحوال من وضع لهم النظام.. ونظام ساهر ضبط سرعة السائقين، وانطلق هو في سرعة جنونية لجباية الأموال بالمخالفات غير المراعية لدخول الأفراد.. فإذا كان قلل من الحوادث، فقد شق جيوب المواطنين من خلال المخالفات التي ترخ (مثل زخات المطر).. ربما يقول أحد المناصرين لنظام ساهر: أي مسرع يستاهل المخالفة؟ حسنا، كيف يمكن تسجيل مخالفة كون سيارتك كانت تسير بسرعة 52 كيلو في الساعة؟. نعم 52 كيلو عليها مخالفة (طبعا داخل البلد).. فكم يريد العم ساهر أن نسير داخل المدن. بمعنى إن كان النظام وضع من أجل الحد من السرعة، فليكن في الخطوط الطويلة، وليس داخل المدن.. ولأن هدف الشركة هو حصد الأموال من خلال المخالفات، وضعت السيارات داخل المدن في كل زاوية، وتحت كل شجرة وكوبري وهات يا صور.. وإذا كان الهدف هو الحد من السرعة، فثمة إجراءات نظامية كان بالإمكان الأخذ بها، كالتدرج في تصعيد المخالفة.. وبعدين، المرور لديه الاستعدادات.. فله ساهر، وله مرور سري، وله نقاط تفتيش، وله سيارات ودبابات. فرجل المرور يستطيع تسجيل مخالفته وفق سجل من المخالفات (الحزام.. أنوار السيارة.. الجوال.. الاستمارة.. الرخصة.. طريق المشاة. نعود للعم ساهر، والذي قفز علينا من غير أي تشريع يجيز له ما يقوم به، كان على إدارة المرور تمرير هذا المشروع من خلال مجلس الشورى؛ لكي توضع له ضوابط وآليات تمنع حدوث الاستغلال الواضح للمواطنين. يا ساهر، ترانا انذبحنا من إسرافك في توزيع مخالفاتك وتدبيلها، والتي دخلت في الربا جهارا - حسب العلماء - ، وقد سبق وأن سألت: أين تذهب كل الأموال التي تدخل في خزينتك؟.. يعني أنت ساهر على شق جيوبنا؟.