قيادة سيارة الأجرة مهنة مربحة، إذا كان سائقها يعمل لحسابه، أو يعمل بنظام حوافز جيد، مثل الذي تطبقه شركة أجرة دبي مثلاً، وهي في معظم أرجاء العالم مهنة أبناء البلد لسبب بسيط، أنهم الأدرى بشعابها وخفاياها. وإذا أردت عزيزي الشاب النجاح في هذه المهنة فعليك الاعتماد على نفسك، لعدم وجود من يدربك أولاً، وعدم وجود كتيب إرشادات، تخيل أن لدينا مئات شركات الليموزين، واستقصيت من نحو 20 شركة هاتفياً، وأكدوا أنهم لم يسمعوا بشيء من هذا القبيل حتى لدى منافسيهم. لنتحدث بأبسط لغة ممكنة، ابدأ كما بدأ «القصبي» في «طاشه»، واعتمد دائماً الزي الإفرنجي، وإذا قبلت في شركة «محترمة» فسيكون البدلة الكاملة، فمن هنا تبدأ في التفكير كرجل مهني، مهنته تحتاج أحياناً إلى مهام لا يمكن أداؤها بكفاءة وسلاسة، مثل حمل حقائب الركاب وإنزالها، وهي من الأشياء التي يتجاهلها أو يأنف منها كثيرون، ومثل مسح السيارة باستمرار للاحتفاظ بها نظيفة، وأخيراً للتمكن من ملاحقة المراهقين الذي يحاولون أحياناً التهرب من دفع الأجرة.زيك الوطني مهاب، وهو قد يخلق حاجزاً بينك وبين العائلات، أو مع الأجانب على قارعة الطريق، فاعتبر لباسك جزءاً من المهنة، وبالحديث عن المظهر، تجنب المبالغة في التزين أو التعطر، وكذا إهمال النظافة الشخصية، واعتبر سيارتك مكتبك، مكان عملك الذي ستقضي فيه يومك، وسيعكس صورتك أمام عملائك. لا تبدأ الحديث مع الراكب أو الراكبة، إذا كان في مزاج حسن سيبدأ هو أو هي الحديث، وعند الاستفسار فليكن سؤالك واضحاً، وعند الرغبة في إخفاء جهلك بموقع ما يمكنك أن تسأله: تتوقع الأفضل طريق كذا أو أمسك الدائري؟ لا تشتكي للراكب من سوء معاملة الشركة، أو سوء أحوالك المادية، هو لا يعنيه أمرك كغريب عنه يؤدي خدمة محددة بمقابل محدد، فواحدة من أكبر عيوب سائقي الأجرة من كل الجنسيات وفي مواقع كثر حول العالم هي كثرة التشكي. احتفظ دوماً بدفتر فواتير، فكثيرون يتنقلون على حساب شركاتهم، ووفر أشياء بسيطة في السيارة باستمرار مثل علبة مناديل، قلم، وأوراق صغيرة قد يحتاجها الراكب. انظر لمهنتك على أنها محطة حياتية ربما تستمر فيها وتتطور، أو هي ببعض خصائصها تفتح لك آفاقاً جديدة للرزق والعمل، وتذكر أنك الوحيد في محيطك الذي يعرف كل جزء من المدينة، وهذه ميزة ستعرف قيمتها مع الوقت. إذا كنت متعلماً، أقترح عليك أن تقوم مرتين في الشهر بالركوب مع سائق أجرة آخر، وتسجيل ما يعجبك منه ومن سيارته، والعكس، لتقوم بتقويم نفسك. هذا بعض ما يخطر في بالي، وربما نستزيد وإياك من القراء، و«طريقك أخضر يا أسطى».