التجهيل اعتداء على الإنسان، قبل وبعد أن يكون اعتداء على المعرفة كحق من حقوقه والتجهيل ليس جديدا فهو غاية سوداء أوجدت طرقا مختلفة، طوال التاريخ لبلوغه.. وكان الجهل نفسه يعين الكهنة وأمثالهم على فرضه وامتداده لجني الثمار من الطاقات البشرية الواقعة بين أنيابه سواء كانت ثمارا مادية أو معنوية. (الغريب في الحقل الاجتماعي أن كل شيء يدافع عن نفسه.. فالجهل والتخلف والعبودية ..نعم حتى العبودية تدافع عن نفسها فهناك.. بل أنّى نظرت تجد عبيدا متطوعين ثمِلين بعبوديتهم) وكأنهم لا يرون لحياتهم معنى إلا أن يكونوا عبيدا. غير أن التجهيل في زماننا هذا صار أشد مكرًا وأصبحت له كيفيات ومؤسسات وسدنة لقد أصبح مبرمجًا، وحتى أقدس القيم أصبحت هي الأخرى ميدان تلاعب كروي في قدمي من يملك القوة. إن الديمقراطية أصبحت كرة بين أقدام رأس المال والحرية أصبحت ثوبًا يفصِّله السياسي على أي قامة يريد.. وهكذا سائر القيم التي بنتها مختلف الشعوب على أنقاض رؤوس تهدمت دفاعًا عنها. الإعلام في كل العالم أصبح هو النافذة التي لا تطل إلا على صحراء من التزييف والتضليل.. سواء في تلك الدول التي فيها وسائل الإعلام مؤمّمة وملكا للدولة ترى ما هي جنود التجهيل الجديد؟ 1 حجب المعلومات: من الاعتداء الفاجع أن تحجب مواقع متاحة لجميع الناس عن مجتمع بكامله.. ونتمنى أن تكون تلك المواقع ضد المعرفة أو الأخلاق ولكن معظمها مواقع فكرية وفلسفية تمس الحياة الاجتماعية وتطمس نوافذ الوعي. 2 التعليم: وقد خاضت وتخوض في هذا الموضوع آلاف الحناجر والأقلام وهي تذرف دموع الحزن على أجيال تخرج من خيمة هذا التعليم وهي لم تستفد منها غير حجب أشعة الشمس ورمد التفكير. 3 الإعلام: الإعلام في كل العالم أصبح هو النافذة التي لا تُطِل إلا على صحراء من التزييف والتضليل.. سواء في تلك الدول التي فيها وسائل الإعلام مؤمّمة وملكا للدولة أو تلك التي تكون وسائل الإعلام فيها بيد الرأسمال والشركات التي تهدف إلى تحويل الإنسان إلى آلة للاستهلاك. 4 جنود غير مرئية: هل تريد معرفة هذه الرابعة؟ لا تتيح لي مساحة هذا المقال تعدادها وعليك أن تبحث عنها بنفسك.