د. عبدالعزيز حسين الصويغ - المدينة السعودية تكرار مذيع قناة العربية اسم «عروس البحر الأحمر» في تغطية القناة لكارثة السيول والأمطار الجديدة التي تشهدها مدينة جدة جعلني أردد دون شعور مني «أي عروس يا رجل .. إنها عجوز قد شاخت .. وخرفت .. وفي طريقها للعبور إلى العالم «الأخر»؟! وإذا كنت أتألم لما آل إليه الحال في جدة، مسقط رأسي وسكني وطفولتي، فإني أكثر ألماً لأنه رغم كل الأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الا ان كل آمالنا غرقت بوضع حل عاجل للكوارث التي ستحيل مدينة جدة شيئا فشيئا إلى مدينة أشباح ! لم نعد نطمع اليوم في معرفة المتسببين في هذه الكوارث .. أو نطلع على نتائج التحقيقات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – ولكن في أن نرى حلاً جذرياً لهذه الكارثة الضخمة. فليس من المعقول أن يُصبح أهل جدة وسكانها في خوف دائم مع كل زخة مطر حتى أصبحوا في رعب وأصيب أبناؤهم بحالات نفسية خطيرة. لقد أرسل الصديق الشريف عيسي عنقاوي رسالة SMS)) إلى أصدقائه يطمئنهم أنه وصل إلى داره بعد 9 ساعات من المعاناة مع السيول والأمطار. وفي الوقت الذي نهنئه على سلامته، فإن قلوبنا مع أناس آخرين تضررت بيوتهم وسياراتهم وممتلكاتهم، وأسر لا تعرف مصير أبنائها حتى الآن. لقد نجحت سيول وأمطار جدة في اقتلاع كل شىء في طريقها .. لكنها عجزت حتى الآن عن اقتلاع التقصير الذي تسبب في الكارثة؟!